استفاق سكان أحد أحياء منطقة سيدي مومن بالدار البيضاء، صباح اليوم الجمعة، على هدير كالرعد، وكأنها حوادث سير متكررة، صوت يرهب الأسماع والعقول والأنفس؛ فسارع القوم إلى مصدر الهدير المدوي، فإذا به، سائق جرافة من الحجم الكبير يهشّم سيارات ويحطمها، ليس لها من ذنب ولا لأصحابها، سوى أنها استهوت مخطط الشخص الإجرامي.
سيارات كانت متوقفة كالعادة، في نفس المكان، إلا أن قدرها اليوم الجمعة، أن عربيدا كان له رأي آخر، فأخذ يهشمها ويحطمها، بل ويتلاعب بإحداها وهي للتذكير سيارة نفعية بيضاء، كورقة في الهواء، ليشفي غليله، أو حنقه أو سمّه إن صح التعبير. في انتظار أن تتكشف الحقيقة، بالتحقيق معه من قبل الشرطة القضائية، لمعرفة ما الذي حمله على هذا الخبل الإجرامي.
وكشفت بعض المصادر أن الشخص كان ثملا مخمور العقل، فاقد وعيه؛ فإن صح السؤال، فلم لم يكن فاقد الوعي حين تنفيذ جريمته النكراء، إذ كان بكامل وعيه وإدراكه، وهو على دراية تامة بكيفية قيادة الجرافة وكيفية استعمال ألواح مفاتيحها. والشاهد على ذلك تلاعبه بالسيارات في الهواء، كالطائرات الورقية. غير أن الذي حد من تطور المأساة إلى ما لا تحمد عقباه، أن بعض الساكنة شلوا حركته، وقيدوه ليسلموه للشرطة القضائية كي تأخذ العدالة مجراها في النازلة.