بعد لقائه المفاجئ الثلاثاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء في سوتشي نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والإيراني حسن روحاني “للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع” في سوريا، قبل أيام من استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد في جنيف.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف للصحافيين أن القمة “حدث غاية في الأهمية” في اطار جهود انهاء النزاع الدائر منذ ست سنوات والذي خلف أكثر من 330 ألف قتيل وارغم الملايين على النزوح أو اللجوء داخل وخارج البلاد. وترعى روسيا وإيران حليفتا دمشق وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجري في استانا بين المعارضة السورية والنظام، نجحت في إقامة “مناطق لخفض التوتر” في ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب.
وجرت سبع جولات محادثات في أستانا هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلون عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها. وسيبحث الرؤساء الثلاثة إمكانية عقد “مؤتمر حوار وطني سوري” وهو مشروع أعلنته موسكو في أواخر أكتوبر على أن يجمع النظام والمعارضة السورية في سوتشي، غير أن مكونات رئيسية في المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.
من جهة اخرى بدأت قوى المعارضة السورية في الرياض الأربعاء مباحثات لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف التي ستتناول مسألتي الدستور والانتخابات في سوريا، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير بشار الأسد. وتجري المباحثات في حضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي مستورا الذي اعلن انه يعتزم التوجه الخميس الى موسكو.
ولطالما شكل مصير الأسد العقبة الرئيسية التي اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة، مع رفض دمشق المطلق مناقشة الموضوع أساسا فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسي وتعتبر موسكو وطهران ان تنحي حليفهما سيؤدي الى الفوضى في حين يرفض المعارضون المدعومون من انقرة ومعهم الغربيون اي حل يكون الاسد طرفا فيه انطلاقا من اعتبارهم ان النظام السوري مسؤول عن ارتكاب فظاعات.
ويجد النظام السوري نفسه اليوم بدعم مباشر من روسيا في موقع قوة ميدانيا وعلى طاولة المفاوضات، لكن قياديين في المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس واردا . ويبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت قمة سوتشي بجنوب غرب روسيا ستتمكن من تحقيق تقدم على ضوء الخلافات القائمة في وجهات النظر بين مختلف الأطراف وفي غياب أطراف أساسية مثل الولايات المتحدة والسعودية والأردن.
وكالات