وحسمت كولومبيا الفوز وبطاقة النهائي بهدف رأسي من جيفرسون ليرما في الدقيقة 39، لتضرب موعدا مع الأرجنتين حاملة اللقب وبطلة العالم التي كانت قد تأهلت بفوزها على كندا 2-0.
ويقام النهائي الأحد في ميامي، حيث تبحث كولومبيا عن احراز اللقب الثاني في تاريخها بعد 2001 عندما تغلبت على المكسيك 1-0، وذلك بعد أن خسرت النهائي الأول لها عام 1975 ضد البيرو.
وجاءت المباراة فوضوية أمام مدرجات ممتلئة في كارولاينا الشمالية، وانتهت بمشاجرات في أرض الملعب وعراك على المدرجات شهد تسلق لاعبين بين المشجعين وسط اللكمات المتطايرة.
ورغم طرد لاعبها دانيال مونيوس قبل الاستراحة ومواجهة ضغط كبير للأوروغواي، احتفظت كولومبيا بتقدمها حتى نهاية المباراة التي شهدت حضور سبعين ألف متفر ج على ملعب بنك أوف أميركا معظمهم دعموا الفائز.
ورفعت كولومبيا سلسلتها إلى 28 مباراة دون خسارة، وهو رقم قياسي لمنتخب “كافيتيروس” ماحيا السابق بين 1992 و1994 في أيام كارلوس فالديراما وفريدي رينكون.
وتحمل مدرب الأوروغواي، الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، مسؤولية الخسارة رغم التفوق العددي “كانت الأوروغواي في موقف جيد للفوز في هذه المباراة.. أتحمل مسؤولية خاصة لعدم تحقيق الأفضلية عندما كنا نمتلك اللاعبين القادرين على هذا الشيء”.
في المقابل، قال مواطنه نستور لورنسو إن فريقه كوفئ لمقاربته الإيجابية في المباراة “تقدمنا، خاطرنا، وتحلينا بالشجاعة. بعد النقص العددي، احتفظنا بمهاجمين.. وهذه خطوة شجاعة كوفئنا عليها”.
وازدحمت طرقات كارولاينا الشمالية بالجماهير المحتفلة بالألوان الصفراء قبل ساعات من ضربة البداية.
بدأت كولومبيا بقوة عبر لاعب ليفربول الإنجليزي النشط لويس دياس الذي نجح بإيجاد المساحات على الجهة اليسرى، فلعب لمونيوس على القائم البعيد، بيد ان رأسية الظهير لم تجد المرمى.
وكما عادتها، هددت الأوروغواي مرمى الخصم بالمرتدات، وكان مهاجمها داروين نونييس المحترف مثل دياس في ليفربول الإنجليزي، قريبا من انهاء احداها عندما تلقى تمريرة ذكية من رودريغو بنتانكور، لكن تسديدته ذهبت خارج الخشبات الثلاث.
حصل نونييس على فرصة ثانية، عندما مرر له ماكسيميليانو أراوخو كرة مقشرة على الجهة اليمنى، لكنه تسرع بالتسديد. على الجهة المقابلة، بدأ النجم المخضرم خاميس رودريغيس بتموين الكرات لزملائه، لكن رأسية جون كوردوبا ضلت المرمى.
في الدقيقة 39، ارتقى ليرما عاليا فوق خوسيه ماريا خيمينيس، ولعب رأسية قوية في الشباك مترجما ركنية خاميس.
كانت التمريرة الحاسمة السادسة للاعب ريال مدريد الإسباني السابق، ليحطم الرقم القياسي لعدد التمريرات في نسخة واحدة والذي كان بحوزة الأرجنتيني ليونيل ميسي في 2021، علما ان هذا الاحصاء بدأ اعتماده منذ 2011.
امتلكت كولومبيا الزخم وحاول ريتشارد ريوس تسجيل الثاني بعد تمريرة من مونيوس، لكن محاولته توقفت عند الحارس الأوروغوياني سيرخيو روتشيت.
وبعد أن كان مؤثرا على الرواق الأيمن في الشوط الأول، فقد مونيوس صوابه قبل الاستراحة، عندما نال بطاقة صفراء ثانية لضربه بالكوع مانويل أوغارتي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي.
كانت لحظة جنونية تركت كولومبيا في ورطة وهي تدافع لشوط كامل عن تقدمها. سحب لورنسو في الدقيقة 62 صانع اللعب خاميس الذي كان يملك أيضا بطاقة صفراء، فيما كانت الأوروغواي بدأت الاستفادة من تفوقها العددي.
هدد نيكولاس دي لا كروس بتسديدة أرضية، قبل أن يصيب النجم المخضرم البديل لويس سواريس الجزء الخارجي من القائم بتسديدة خطيرة على حافة المنطقة، اثر عمل جيد من فيديريكو فالفيردي.
اقترب بعدها فالفيردي، لاعب وسط ريال مدريد، من المرمى، لكن تسديدته اوقفها خط الدفاع. وفي الوقت البدل عن ضائع، سنحت فرصة خطيرة للأوروغواي لفرض ركلات ترجيحية، عندما لعب نونييس إلى البديل جورجان دي أراسكاييتا على حافة المنطقة، بيد أن تسديدته علت العارضة.
تابع مدرب كولومبيا بعد الفوز “الحقيقة أنها كانت مباراة صعبة جدا . الأوروغواي فريق ممتاز مع لاعبين ممتازين ومدرب أقدره كثيرا “.
وعن لاعبه المطرود دانيال مونيوس، أضاف “داني محبط نوعا لأنه أسد وقد خانته العاطفة. عانقته وقلت له: بدونك لم نكن لنكون هنا”. أضاف “لكن إحدى القضايا التي نتحدث عنها دائما هي عدم اللعب بنقص عددي”.
وعن مواجهة بلاده في النهائي، قال لورنسو المدرب المساعد السابق في منتخب الأرجنتين “ستكون جميلة جدا ، سأنافس لاعبين التقيت بهم خلال مسيرتي وأقدرهم كثيرا “.
وخيم على الاحتفالات مشاهد بشعة في المدرجات ستقلق المنظمين في اتحاد كونميبول قبل النهائي الذي سيجذب ألوف الأرجنتينيين والكولومبيين الأحد.
بدورها، تأمل الأرجنتين، بعد اقصاء الأوروغواي، في فض الشراكة الأخيرة واحراز لقبها السادس عشر القياسي بقيادة نجمها المخضرم ميسي.
وكالات