وأشار المتدخلون في هذا اللقاء، المنعقد تحت شعار “إفريقيا غير منكفئة على نفسها”، إلى أنه “بعد جائحة كوفيد-19، انتقلت استراتيجيات سلاسل التوريد العالمية من الترابط المفضي لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة إلى استراتيجية تعتمد مرونة سلسلة التوريد، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف التجارة”.
وفي هذا الصدد، سجل الخبير الاقتصادي، غولام باليم، أن العالم على أعتاب حقبة جديدة بلغت فيها فوائد الإنترنت والأنظمة الإلكترونية ذروتها، ويجري استبدالها بالذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات التي تتطور بشكل سريع.
كما قال السيد باليم إن العالم كان في خضم واحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة في قطاع الطاقة، مضيفا أن “الشركات لم تعد تنظر بحماس إلى فوائد العولمة كما كانت في السابق”.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي والرئيس المدير العام لأحد البنوك الكبرى في جنوب إفريقيا، لونغيسا فوزيل، إن تطوير أنظمة الطاقة المتجددة يمثل فرصة سانحة للقارة.
واعتبر السيد فوزيل، نقلا عن البنك الدولي، أن 76 في المائة من احتياجات إفريقيا من الطاقة سيتم تلبيتها من خلال الطاقات المتجددة بحلول عام 2040، ويتعلق الأمر بأنظمة الطاقات الكهرومائية و الشمسية والرياحية.
وأبرز متدخلون آخرون أن القارة تتوفر، أيضا، على كميات كبيرة من الموارد المعدنية مثل الكوبالت والمنغنيز والليثيوم التي ستكون ضرورية لإعادة ضبط سوق الطاقة العالمي.
وأكدوا ضرورة عقد شراكات لمساعدة البلدان الإفريقية على الاستفادة أكثر من مزايا استغلال هذه المعادن، مشيرين إلى أن البلدان الإفريقية ستستفيد من الزيادة المتوقعة في حجم قوتها العاملة في السنوات المقبلة، كونها تتوفر على نسبة شباب تعرف أسرع وأعلى نمو في العالم.
وأبرز المتدخلون أنه رغم اندلاع نزاعات محدودة النطاق على مدار الثلاثين سنة الماضية، كان العالم مكانا مستقرا نسبيا ويمكن التنبؤ بالتحولات التي تعتريه، مشددين على أن هذا الوضع في طور التغيير بسبب عدد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية البيئية التي تحدث في آن واحد.