ويهدف اليوم العالمي للسياحة 2024، الذي سيتم تنظيمه في جورجيا، تحت شعار “السياحة والسلام”، إلى إبراز الكيفية التي يمكن لهذا القطاع نهجها للتخفيف من حدة الانقسامات المتزايدة، الناجمة خصوصا عن التوترات الجيوسياسية والتفاوتات الاقتصادية وسوء الفهم الثقافي، من خلال اقتراح نهج مبتكر لتقليص الفجوات وخلق روابط مستدامة.
ومن هذا المنظور، أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، أن السياحة تعزز الثقة والاحترام والتعاون، مع تشكيل مصدر للنمو الشامل والازدهار، وبالتالي فهي تعمل كوسيلة فعالة للحد من الصراعات.
وأكد بولوليكاشفيلي، في رسالة فيديو تم بثها بمناسبة هذا اليوم “في الوقت الراهن يعيش ما يناهز شخصا واحدا من كل أربعة في العالم في منطقة نزاع. لقد عانى الكثير منا من ويلات الحرب، كما أن تداعياتها محسوسة حتى بعيدا عن مناطق النزاعات. نحن ملزمون بالدفاع عن قضية السلام بشكل عاجل”.
كما سلط الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الضوء على أهمية السياحة في لم شمل الناس من ثقافات مختلفة وإنشاء روابط كبيرة.
وأضاف”بالعمل يدا في يد يمكننا بناء مستقبل أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة”، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إحداث قطاع سياحي يبعث الأمل.
ويتضمن جدول أعمال الاحتفاء بهذا اليوم مناقشات تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم في الجمع بين الشباب من بلدان وثقافات متنوعة، ليكون بمثابة نقطة انطلاق نحو التوظيف.
وستهم المناقشات كذلك السياحة المرتكزة على التنمية القروية، والضامنة لنمو اقتصادي عادل دون تهميش أي شخص، بالإضافة إلى الابتكار لخلق فرص جديدة للتواصل والتعاون.
السياحة بوصفها محفزا للسلام والازدهار
وفي السياق ذاته، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة تم بثها بهذه المناسبة إلى أن “السياحة تقرب بين الشعوب”. وأشار في هذا الصدد إلى أن اليوم العالمي للسياحة 2024 سيكون فرصة للتفكير في الارتباط “العميق” بين السياحة والسلام”.
كما اعتبر الأمين العام أن السياحة المستدامة من شأنها تغيير شكل المجتمعات من خلال إحداث فرص الشغل والنهوض بالإدماج وتعزيز الاقتصاديات المحلية، مشيرا إلى أنه من خلال إضفاء قيمة على التراث الثقافي والطبيعي الذي تساهم في الحفاظ عليه، يمكن للسياحة أن تساهم في تقليص حدة التوترات وتعزيز التعايش السلمي.
كما أكد أن السياحة تشجع الاعتماد الاقتصادي المتبادل على الآخر بين الجيران، الأمر الذي يشجع على التعاون والتنمية السلمية.
ويخلد اليوم العالمي للسياحة، الذي يتم الاحتفال به منذ سنة 1980 سنويا، ذكرى اعتماد النظام الأساسي للمنظمة في سنة 1970، تمهيدا لإنشاء هيئة الأمم المتحدة للسياحة خمس سنوات بعد ذلك.
ويمثل هذا الحدث مناسبة للتفكير ليس فقط في تأثير السياحة على الاقتصاد العالمي، بل كذلك في دورها كعامل للتقارب الثقافي والتنمية المستدامة.