أثار الاستفتاء الأخير ببريطانيا، أو ما يسمى لدى البريطانيين بـ ” BREXIT “، ردود أفعال متباينة لدى الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب، حول جدوى طلاق المملكة البريطانية البائن مع سكان القارة العجوز، وحول تأثيراته المرتقبة سلبية كانت أم إيجابية على المقاولات المغربية التي تربطها معاملات تجارية بنظيراتها البريطانية.
نظمت الغرفة التجارية البريطانية بالمغرب يوم الثلاثاء 19 يوليوز الجاري، مائدة مستديرة تحت عنوان: “هل يشكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فرصة أم تهديدا بالنسبة للمغرب”، حضرها سفيرة المملكة البريطانية بالمغرب السيدة KAREN BETTS ورئيس الغرفة التجارية البريطانية بالمغرب السيد محمد الريحاني، والسيد CHRISTPPHE BACHELET الشريك بمكتب المحاماة الدولي المتخصص في مجال المال والأعمال، إضافة إلى رؤساء المقاولات المغربية المنخرطة بالغرفة، التي تربطها علاقات تجارية ببريطانيا، إضافة إلى منابر إعلامية وفعاليات من المجتمع المدني المغربي.
فخلال كلمتها حاولت السيدة السفيرة قدر الإمكان، طمأنة المقاولات المغربية المتعاملة مع نظيرتها البريطانية، مسلطة الضوء على تاريخ انضمان بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي الذي بدأ مشواره سنة 1974، إذ بعد مسار طويل من المشاورات والمفاوضات لم تلج فيه بريطانيا أو تنضم انضماما كاملا إلى الاتحاد الأوروبي، والدليل حسب محمد الريحاني رئيس الغرفة التجارية البريطانية بالمغرب أنها ظلت محتفظة بعملتها الوطنية “الجنيه الاسترليني” بدل “الأورو”.
استشهدت السيدة السفيرة بكلمة رئيسة الوزراء البريطانية الحالية تيريزا ماي، حينما سئلت عن الاستفتاء أجابت: ” the brexit is the brexit”، بمعنى أنها لم تجد من معنى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوى الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبأن الاستفتاء لن يعاد مرة ثانية. كما ذكرت السفيرة بكون الاستفتاء الذي جرى تنظيمه يوم 23 يونيو الأخير، أسفر عن أغلبية 51.9 في المائة من البريطانيين، صوتوا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مقابل 48.1 في المائة.
كما أكدت السيدة السفيرة بكون بريطانيا ستظل عضوا كامل العضوية إلى حين بدأ المفاوضات والمشاورات المفضية إلى الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي. وبأن الحديث عن أي تغيير قد يطرأ على علاقات بريطانيا مع شركائها سابق لأوانه.
وفي معرض طمأنتها للمقاولات المغربية بكون بريطانيا قادرة على تدبير هذا الطلاق، أكدت السفيرة بأن الأخيرة، ستقوم بدور فاعل وفعال داخل العالم، مشيرة إلى أنها استطاعت سنة 2014 أن تحتل مكانة مرموقة بحيث اعتبرت أقوى اقتصاد عالمي داخل مجموعة القوى السبع المصنعة، وفي سنة 2015 احتلت بريطانيا بمعية الولايات المتحدة الأمريكية المراتب الأولى العالمية كأكبر قوتين اقتصاديتين بأكبر نسب نمو في العالم.
ولتفادي التأثيرات السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكدت السيدة السفيرة على أن البنك المركزي البريطاني قام بضخ 250 مليار جنيه استرليني لدعم البنوك البريطانية ولضمان حسن أداء الاقتصاد البريطاني.
أما على مستوى العلاقات المغربية البريطانية، فأكدت السيدة كارين بيتس جذورها التي تعود إلى قرون خلت، مذكرة بأنها علاقات لن تنقطع ولن تتغير، بل سيتم دعمها على مستويات عدة؛ سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية؛ مشيرة إلى أن فلاح وتقدم وأمن المغرب يعتبر تقدم وأمن بريطانيا.
فيما يخص المعاملات التجارية المغربية البريطانية وبلغة الأرقام، أكدت السيدة كارين بكون المغرب يعتبر سابع سوق للصادرات البريطانية، كما يحتضن 1 في المائة من الاستثمارات البريطانية، في حين تبلغ المبادلات 2 مليار جنيه استرليني كل سنة. أما الدعم المخصص لدعم حكومات شمال إفريقيا فأكدت السيدة السفيرة، بكونه يقارب 200 مليون جنيه استرليني.
في ختام كلمتها استشهدت السيدة السفيرة بكلمة السيد بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا، الذي أكد على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يعني خروجها من أوروبا؛ على أساس استمرارها في القيام بدورها الأوروبي والعالمي كشريك في التنمية والسلام. أما بخصوص المغرب، فأكدت السفيرة على أنها اللحظة المواتية لتقعيد الصداقة المتينة المغربية البريطانية على جميع المستويات.
البيضاوي