عقد رئيس مجلس جهة الدارالبيضاء -سطات السيد عبد اللطيف معزوز، اليوم الخميس، لقاء تشاوريا مع ممثلي اللجنة الدائمة للخدمات الاجتماعية والثقافية وانفتاح مؤسسات التربية والتكوين على محيطها، تم خلاله بحث تعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة العمومية.
ويهدف هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار برنامج زيارات ميدانية للجنة الدائمة التابعة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لعدد من المؤسسات التربوية وعقد لقاءات مع مسؤولين محليين بالجهة، إلى التشاور حول تعزيز الوظيفة الثقافية لمنظومة التربية والتكوين مع فاعلين بالجهة، وفتح نقاش مع مهنيين بقطاع الثقافة بهذه الجهة حول سبل تعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة العمومية، ومعاينة نماذج بيداغوجية توظف البرامج والوسائط الثقافية داخل الحصص الدراسية.
وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد معزوز إن اللقاء، الذي يبحث موضوع تعزيز الفعل الثقافي بالمدرسة العمومية لما له من أهمية تربوية وتعلمية وثقافية خاصة، يشكل فرصة لإبراز المنجزات التي حققها المجلس في مجالي التعليم والثقافة بالجهة، مع تسليط الضوء على أهمية مساهمة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في إصلاح نظام التربية والتعليم.
وأضاف أن هذا الإصلاح يمر عبر نظام تربوي وثقافي من أجل إحداث مدرسة لها غاية فكرية ومعرفية وأخلاقية وثقافية تنصهر فيها الثقافات وتكون أداة للارتقاء الاجتماعي والثقافي وتكوين كفاءات ترتقي بالبلد وبالمنظومة التربوية والتعليمية والتكوينية.
واعتبر أن تحقيق الرهانات المرتبطة بتعزيز الثقافة بالمدرسة العمومية يتطلب من الجميع حسا مواطنا والمشاركة في بلورة رؤية دقيقة للمستقبل مبنية على استراتيجية واضحة تستهدف إصلاح الفرد والمجتمع، مع الأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع المغربي الذي يتميز بتنوعه الثقافي والفني.
وتابع أن إعطاء الأولوية لمجال التربية والتعليم والثقافة يفتح آفاقا واسعة من أجل تحقيق تطور معرفي وعلمي من جهة وتربوي وثقافي واجتماعي من جهة أخرى، مؤكدا أن انفتاح المدرسة على جميع الثقافات واللغات من شأنه أن يقوي شخصية المتعلم عبر جميع الأسلاك التربوية.
وفي سياق متصل، أبرز السيد معزوز أن مجلس الجهة سطر برنامجا طموحا في الميدان الثقافي من خلال رصد ميزانية تفوق 675 مليون درهم تغطي مجالات التكوين والتنشيط الثقافي والعناية بالموروث الثقافي وتثمينه، مشيرا إلى أن اللقاء يشكل مناسبة لإطلاع اللجنة على استثمارات مجلس الجهة في مجال التربية والتكوين.
وأوضح أن الجهة وبشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين خصصت ما يفوق أربعة ملايير درهم للرفع من مستوى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية لمختلف المؤسسات التربوية بالجهة للفترة ما بين 2022-2027، مشيرا أيضا إلى الشراكات مع الجامعة في ميدان البحث العلمي وخلق المقاولات التي تروم النهوض وتطوير مجالات البحث العلمي.
من جانبه، قال نورالدين عكوري عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ومنسق اللجنة، إن اشتغال اللجنة على موضوع تعزيز الوظيفة الثقافية بالمدرسة العمومية يأتي انطلاقا من تفعيل مضامين دستور المملكة الذي يؤكد على أهمية الثقافة في تكوين الشخصية المغربية لكونها تمكنها من الأدوات والمقومات التي تخول لها تميزا إيجابيا من خلال التشبث بالثوابت الوطنية والانفتاح على الثقافات والقيم الكونية لجعل الفرد ينخرط في محيطه ويواكب تطورات العصر.
وأضاف أن هذا اللقاء يشكل فرصة للفاعلين في مجال التربية والتكوين لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بتعزيز الثقافة داخل المدرسة العمومية باعتباره موضوعا يكتسي أهمية خاصة ومدخلا من المداخل الأساسية للنهوض بمنظومة التربية والتكوين بصفة عامة وبتجويد العملية التعليمية بشكل خاص، وتنزيلا للإطار الإجرائي لخارطة الطريق2022-2026، وتفعيلا لأهداف الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، خصوصا في ما يتعلق بتعزيز الوظيفة الثقافية والتربوية للمؤسسة التعليمية ودمجها في محيطها الاجتماعي، من خلال استحضار البعد العضوي للثقافة في النموذج البيداغوجي (الرافعة12).
وأشار إلى أن اللجنة تجري لقاءات تشاورية مع مختلف الفاعلين والمتدخلين من بينهم جهة الدارالبيضاء -سطات التي تضم مجموعة من الروافد الثقافية، وذلك من أجل الوقوف على تجاربهم في مجال تعزيز الوظيفة الثقافية بالمدرسة العمومية والاكراهات المطروحة في المجال.
وأكد أن تطلعات اللجنة تتمثل،بالأساس، في تحديد تصور لتفعيل مفهوم الثقافة في مجالات التربية والتكوين، ورصد لمبادرات وتجارب ناجحة في مؤسسات التربية والتكوين تستحضر البعد الثقافي، وتحديد شروط نجاح واستدامة المبادرات الناجحة في تعزيز الوظيفة الثقافية للمدرسة ، وكذا تحديد خطوات عملية للنهوض بالوظيفة الثقافية بهذه المؤسسات.
من جانبها، اعتبرت مداخلات أخرى أن توسيع نطاق الأنشطة الثقافية والفنية بالمؤسسات التعليمية يعد آلية تربوية فعالة في تعزيز الوظيفة الثقافية بهذه المؤسسات، ومدخلا أساسيا للنهوض بمنظومة التربية والتكوين، مما يسهم في تكوين جيل وطني منفتح على العالم، متشبع بثقافته الوطنية، ومؤهل للمشاركة في كسب رهان التنمية المستدامة والتعايش الثقافي.
وقارب المشاركون عدة جوانب مرتبطة بتعزيز الفعل الثقافي بالمدرسة، وخاصة الإجراءات التي تمكن من إعادة الاعتبار للوظيفة الثقافية للمدرسة وجعلها من المرتكزات الأساسية في تكريس الهوية الوطنية للأجيال الصاعدة، وكذا سبل تجاوز الاكراهات ومواطن نقص العمل الثقافي بالمؤسسات التعليمية والتكوينية، والتأطير المنشود للعمل الثقافي بمؤسسات التربية والتكوين.
وتميز اللقاء كذلك بتقديم عرض حول منجزات جهة الدارالبيضاء-سطات في قطاعي التعليم والثقافة ضمن برنامج التنمية الجهوية للمجلس للفترة ما بين 2022-2027 .