مساحة اعلانية
اخــر الاخبــار

معرض جهوي بمكناس.. بين الطموحات التنموية وتحديات تفعيل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

انطلقت أمس الجمعة بساحة باب القزدير في مكناس، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الجهوي لمنتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحت شعار “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني شجرة مثمرة تنمو من أياد مختلفة”. التظاهرة، التي تستمر حتى 7 فبراير المقبل، تأتي في إطار الجهود الرامية إلى دعم منتجات وخبرات العاملين في هذا القطاع بجهة فاس – مكناس، لكنها تطرح في الوقت نفسه تساؤلات حول مدى تحقيق هذه الفعاليات لأهدافها التنموية المعلنة.

وعلى الرغم من الجهود المشتركة بين مجلس جهة فاس – مكناس، وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وولاية الجهة، يبقى السؤال مطروحا حول مدى قدرة هذه التظاهرة على تحقيق تأثير ملموس على أرض الواقع، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها التعاونيات والفاعلون في هذا المجال.

ووفقا للمنظمين، يهدف المعرض إلى تعزيز الإنجازات التي حققتها الدورات السابقة، وإبراز التطورات التي شهدها قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالجهة. إلا أن بعض المراقبين يشككون في قدرة هذه الفعاليات على تحقيق الأهداف الطموحة، خاصة فيما يتعلق بتحسين القدرات الإنتاجية والتسويقية للعاملين في القطاع، وتمكينهم من الوصول إلى أسواق أوسع.

ويشغل المعرض مساحة تبلغ 5000 متر مربع، ويضم أروقة للعرض والندوات والتكوين، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية. ويشارك في هذه الدورة 160 رواقا يمثلون مختلف عمالات وأقاليم الجهة، بالإضافة إلى مشاركة دولية من الصين وفرنسا والبحرين والأردن، فضلًا عن حضور ممثلين من السنغال، في إطار تعزيز التعاون الإفريقي.

غير أن هذه المشاركات الدولية، رغم أهميتها، تثير تساؤلات حول مدى استفادة الفاعلين المحليين من هذه الشراكات، وهل ستترجم هذه العلاقات إلى فرص حقيقية لتسويق منتجاتهم خارج الحدود الوطنية.

ومن بين الأقطاب البارزة في المعرض، قطب الدعم المالي والمؤسساتي، الذي يهدف إلى توفير الدعم التقني والمالي للتعاونيات. إلا أن العديد من الفاعلين في القطاع يشيرون إلى أن مثل هذه المبادرات تبقى غير كافية دون وجود استراتيجية شاملة لتمويل وتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني على المدى الطويل.

وقد تميز حفل الافتتاح بتنظيم النسخة الثانية من “حفل القفطان”، الذي سلط الضوء على إبداعات صانعات وعارضات جهة فاس-مكناس، مما أضفى لمسة ثقافية وفنية على الحدث. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحا: هل مثل هذه الفعاليات كافية لتحقيق النهضة المنشودة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أم أنها مجرد احتفالية مؤقتة تفتقر إلى تأثير مستدام؟

في النهاية، ورغم الطموحات الكبيرة التي تحيط بهذا المعرض، تبقى الحاجة ملحة إلى تقييم فعال لنتائجه، ومدى مساهمته الحقيقية في تحقيق التنمية المستدامة للجهة وللفاعلين في قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية