مساحة اعلانية
اخــر الاخبــار

ندوة وطنية تسلط الضوء على دور الالتزام المواطن في تدبير الشأن العام ومكافحة الفساد

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

تحتضن مدينة الرباط صباح اليوم الأربعاء، تنظيم ندوة وطنية من طرف الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، بشراكة مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تحت عنوان “الالتزام المواطن والمساهمة في تدبير الشأن العام ومكافحة الفساد”، بمشاركة ممثلين عن الهيئات الدستورية، ومؤسسات المجتمع المدني، والإعلام، وعدد من الفاعلين المعنيين بقضايا النزاهة والحكامة الجيدة.

في كلمته الافتتاحية، أكد السيد محمد بشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، على الأهمية البالغة لموضوع الندوة، باعتباره مدخلا رئيسيا لتجويد السياسات العمومية وتعزيز جهود مكافحة الفساد.

وأوضح أن الهيئة تتبنى مقاربة شمولية لمحاصرة الفساد وتجفيف منابعه، وفق ما يمليه القانون 46.19، من خلال بلورة توجهات استراتيجية لمكافحة الظاهرة، وإعداد برامج للتحسيس والتوعية بقيم النزاهة والمواطنة.

وأشار السيد الراشدي إلى أن الهيئة تعمل على إعداد “باروميتر الثقة”، وهي دراسة تهدف إلى قياس مستوى الثقة في المؤسسات، سيتم نشر أول نسخة منها في النصف الأول من السنة الجارية.

كما أوضح أن التقييمات الوطنية والدولية تشير إلى تراجع الثقة في المؤسسات، خاصة بين فئة الشباب، الذين يرون أن الجهود المبذولة في مكافحة الفساد لا ترقى إلى مستوى تطلعاتهم. ومع ذلك، كشف عن معطى إيجابي يتمثل في أن نصف المغاربة يؤمنون بقدرة المواطنين العاديين على التأثير في محاربة الفساد، مما يعكس استعداد المجتمع للانخراط الفعلي في هذه الدينامية الإصلاحية.

وأوضح رئيس الهيئة أن تعزيز الالتزام المواطن يتطلب بيئة ملائمة قائمة على عنصرين أساسيين، الأول يتعلق بمشهد سياسي نزيه وشفاف، يفرز مؤسسات قوية تعمل على تفعيل البرامج التنموية وتعكس انتظارات المواطنين. وهذا يستدعي تخليق الحياة السياسية وتعزيز النزاهة في العمليات الانتخابية.

والثاني يتطلب مواطنين واعين بمسؤولياتهم المجتمعية، ومستعدين للمشاركة الفعلية في الشأن العام والتصدي للفساد، في إطار ثقافة حقوقية تؤسس لعلاقة متينة بين المواطن ومؤسساته.

وأكد الراشدي، أن الهيئة، ضمن استراتيجيتها لمكافحة الفساد، خصصت ركيزة خاصة بتخليق الحياة السياسية، واعتبرت الالتزام المواطن هدفا محوريا لتعزيز التربية والتوعية بقيم النزاهة.

وفي ختام كلمته، أعلن السيد الراشدي أن هذه الندوة تمثل المحطة الأولى من حوار وطني موسع، سيتم استكماله بسلسلة من اللقاءات الجهوية، بهدف تعميق النقاش حول سبل تعزيز الالتزام المواطن وإشراك مختلف الفاعلين في بلورة حلول مبتكرة وفعالة لمكافحة الفساد.

وأشار إلى أن الهيئة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يتقاسمان رؤية مشتركة لتعزيز مشاركة المواطنين في تدبير الشأن العام، وتفعيل الديمقراطية التشاركية كآلية لضمان الشفافية والمحاسبة وترسيخ الثقة في المؤسسات.

وختم كلمته بالتأكيد على أن نجاح هذا المسار يعتمد على انخراط كافة الفاعلين، مؤسسات وأفرادا، في دينامية الإصلاح، مشددا على أن مكافحة الفساد ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي معركة مجتمعية تتطلب وعيا جماعيا وإرادة مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية