تعد المدرسة الابتدائية الحدائق، التابعة لعمالة مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، نموذجا لنجاح البرنامج الوطني “مدارس الريادة”، الذي يروم توفير مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.
وفي هذا الصدد، أكدت خديجة القبابي، المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحي الحسني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المدرسة الابتدائية الحدائق تمثل نموذجا ناجحا للبرنامج الوطني “مدارس الريادة”، مشيرة إلى أن المؤسسة شهدت تحولا شاملا مكنها من تحقيق معدلات نجاح مشرفة على المستوى الوطني.
وأشارت إلى أنه بعد اعتماد منهجية “التدريس وفق المستوى المناسب”، ارتفعت نسبة التمكن من المواد الدراسية الأساسية (الرياضيات، الفرنسية، والعربية) من 10 في المائة إلى 46 في المائة، موضحة أن هذه المنهجية تعتمد على إعادة تدريس الأساسيات وفق المستوى الفعلي للتلاميذ، عبر أنشطة تفاعلية وفعالة وترفيهية.
كما أشادت المسؤولة بالتزام الطاقم التربوي وتوفير الموارد البيداغوجية، الرقمية والمادية، لضمان نجاح التلاميذ، مؤكدة أن هذه التجربة الجديدة أحدثت تحولا جذريا في حياة التلاميذ.
من جانبه، سلط مدير المدرسة، إدريس الطويل، الضوء على التأثير الملحوظ لهذا البرنامج، الذي يندرج في إطار خارطة طريق إصلاح المنظومة التعليمية 2022-2026، مشيرا إلى أن نسبة الهدر المدرسي في مدرسة الحدائق انخفضت إلى صفر في المائة. وأضاف أن كافة الأطر التربوية تعمل على وضع أسس المدرسة العمومية المستقبلية، القائمة على مقاربة تشاركية تستجيب لتطلعات مختلف الفاعلين، موضحا أن المدرسة تهدف إلى تعزيز الكفايات الأساسية، ومحاربة الهدر المدرسي، وتحفيز التلاميذ على المشاركة في أنشطة الحياة المدرسية.
بدوره، أشار المفتش التربوي إبراهيم الفاضلي إلى أن الأساتذة استفادوا من دورتين تكوينيتين، تتمحوران حول منهجية “التدريس وفق المستوى المناسب” بالإضافة إلى أدوات أخرى تمكن التلاميذ من التحسن بغض النظر عن مستواهم أو سنهم.
وبالنسبة للتلاميذ، يضيف السيد الفاضلي، فيتم تتبعهم عبر منصة “مسار” وعبر تقييمات منتظمة تضمن جودة وموضوعية الاختبارات المختلفة، مؤكدا أهمية التواصل المستمر مع الأساتذة عبر منسقي المواد على المستويات الإقليمية والجهوية والمركزية.
على الصعيد الوطني، أظهرت النتائج الأولية أنه يمكن تحقيق تحسن سريع وملحوظ في مستوى التلاميذ بفضل اعتماد منهجيات تعليمية جديدة وفعالة والعمل التشاركي للطاقم التربوي، بما في ذلك الأساتذة، المديرون، المفتشون، والإدارات الإقليمية والجهوية. وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد أعلنت عن تفعيل العمل بمشروع “مدارس الريادة” بالمؤسسات الابتدائية العمومية مع الدخول المدرسي 2023/2024، بهدف الرفع من جودة التعلمات الأساس، وتنمية كفايات التلميذات والتلاميذ والحد من الهدر المدرسي، وتعزيز تفتح المتعلمات والمتعلمين. وتم وضع هذا المشروع وفق مقاربة متعددة الأبعاد، تغطي المحاور الثلاثة لخارطة الطريق 2022-2026: التلميذ، المعلم، والمدرسة.
وفي إطار مرحلته التجريبية، شمل البرنامج 628 مؤسسة ابتدائية عمومية، في الوسط الحضري وشبه الحضري والقروي، حيث استفاد من هذا المشروع 322 ألف تلميذة وتلميذ. ويعتمد البرنامج على تعبئة ومشاركة طوعية لما مجموعه 10700 أستاذة وأستاذ، وتأطير 158 مفتشا تربويا مكلفا بمواكبة وتتبع تنزيل المشروع. وسيتم تعميم المشروع تدريجيا على غالبية المؤسسات الابتدائية العمومية، بمعدل 2000 مؤسسة تعليمية سنويا، تماشيا مع أهداف خارطة الطريق 2022-2026.