تشهد جماعة بوسكورة، التابعة ترابيا لعمالة إقليم النواصر، تحولات تنموية متسارعة تعكس التوجه الاستراتيجي للمجلس الجماعي نحو تعزيز الجاذبية الترابية وتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي متوازن.
فخلال النصف الثاني من الفترة الانتدابية الحالية، برزت دينامية تنموية قوية توجت بإطلاق مشاريع هيكلية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز التماسك الاقتصادي والاجتماعي.
يبدو أن المجلس الجماعي لبوسكورة، بقيادة الاستقلالي طه بوشعيب، قد تبنى منهجية متكاملة في التخطيط الجماعي، تعتمد على مقاربة تنموية شمولية ترتكز على الحكامة الجيدة؛ وقد انعكس هذا التوجه في السرعة التي تم بها تنزيل مشاريع ذات أبعاد استراتيجية، تهدف إلى جعل المنطقة فضاء متكاملا ومندمجا من الناحية الاقتصادية والاستثمارية والسياحية.
لم يكن تحول بوسكورة مجرد وعود انتخابية، بل تجسد في مشاريع ملموسة غيرت معالم المنطقة، من بينها: إصلاح وتأهيل الشبكة الطرقية لتحسين انسيابية التنقل وفك العزلة عن بعض الأحياء والدواوير؛ وإنشاء مركب إداري حديث لمجلس الجماعة، يعكس طموح تأهيل المرافق الإدارية وتعزيز جودة الخدمات المقدمة؛ وإعادة بناء محطة القطار وتحسين الواجهة الحضرية لمركز بوسكورة، ما يعزز من جاذبية المنطقة كقطب اقتصادي صاعد؛ وإحداث قاعة مغطاة للرياضات ومجموعة من ملاعب القرب، استجابة للحاجيات المتزايدة للشباب في المجال الرياضي.
أحد أبرز عوامل نجاح هذه الدينامية التنموية يتمثل في المنهجية التشاركية التي تبناها المجلس الجماعي، حيث تم تجاوز منطق الحسابات السياسية الضيقة والانخراط في نقاش بناء حول أولويات التنمية.
ووفقا لفاعلين جمعويين محليين، فقد شكلت دورات المجلس الأخيرة فرصة لتحديد منهجية واضحة لتنفيذ المشاريع التنموية بعيدا عن العراقيل التقليدية التي قد تعيق التنفيذ.
مع استمرار تنفيذ هذه المشاريع، تتجه بوسكورة بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها كوجهة استثمارية واعدة، خاصة في ظل ما توفره من بنية تحتية حديثة ومؤهلات اقتصادية متنامية.
وإذا استمرت هذه الدينامية، فمن المتوقع أن تشكل الجماعة نموذجا يحتذى به في التدبير المحلي الناجح، القائم على رؤية تنموية واضحة وتخطيط استراتيجي يحقق التوازن والتكافؤ في فرص التنمية.
بوسكورة إذن ليست مجرد مجال ترابي، بل فضاء يتحول بثبات نحو أفق أكثر ازدهارا، مستفيدا من رؤية تنموية طموحة تهدف إلى جعلها قطبا اقتصاديا واجتماعيا متكاملا في جهة الدار البيضاء-سطات.