في إطار جهودها الرامية إلى ربط الجامعة بقضايا الساعة ومواكبة التحولات الكبرى التي يعرفها العالم الرقمي والإعلامي، احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، النسخة الأولى من مؤتمر “خطاب الخبراء” تحت عنوان: “اللغة، الإعلام والذكاء الاصطناعي: تحديات وآفاق”.
وأكد بلاغ لرئاسة الجامعة توصل اليضاوي بنسخة منه، أن المؤتمر نظمته منصة الشباب بالكلية بشراكة مع جمعية فور موروكو وقسم التكوينات العرضانية، وشهد حضور شخصيات أكاديمية ومؤسساتية بارزة، على رأسها الأستاذ عبد الإله بركسا، عميد الكلية، والأستاذ أنس قطاني، نائب رئيس الجامعة المكلف بالشؤون الأكاديمية والطلابية، ممثلا لرئيس الجامعة الأستاذ حسين أزدوق، إضافة إلى السيدة هند حنين، رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعة عين الشق ممثلة للسيد العامل.
كما عرف الحدث حضور السيد ياسين الريخ، رئيس جمعية For Morocco، والدكتورة نعيمة تيوتي، مديرة منصة الشباب، وعدد من الطلبة والباحثين والمهنيين في مجالات الإعلام والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
تميزت الجلسة بتدخلات نوعية لخبراء من ميادين مختلفة، أبرزهم:
أنوار لكحل، صحفي بـMedi1TV ودكتور في علوم الإعلام، تحدث عن التحولات التي يشهدها الخطاب الإعلامي الاقتصادي في ظل الذكاء الاصطناعي، انطلاقا من تجربته المهنية داخل القناة؛
كريم حدري، صحفي ومستشار إعلامي ومدير وكالة AMADARIM، طرح إشكالية التفاعل بين الإعلام والسياسة والرأي العام والذكاء الاصطناعي، متسائلا: “من المتحكم الحقيقي؟ وهل أصبحت الـAI القوة الخامسة؟”؛
سعاد بدري، رئيسة تحرير القسم الرقمي بجريدة Le Matin، ناقشت الثورة التكنولوجية في الإعلام في سياق استمرارية التطور وليس القطيعة؛
الأستاذ حسن حبيبي، مدير مختبر البحث LEMÉRAGE ومنسق ماستر الصحافة الثقافية، سلط الضوء على الفرق بين الإبداع اللغوي البشري وإنتاج الآلة، متسائلاً: “من المبدع الحقيقي؟”.
المؤتمر، وفق البلاغ، شكل مناسبة للتفكير في الأسئلة الكبرى التي تطرحها العلاقة المتشابكة بين اللغة، الإعلام، والذكاء الاصطناعي، خصوصا في ظل التوسع المستمر للتكنولوجيا الرقمية وأثرها على صناعة المحتوى، والمهنية، والمسؤولية اللغوية.
كما أكد المتدخلون على أهمية إشراك التخصصات المتعددة (كالقانون، علم الاجتماع، الإعلاميات، الفلسفة…) في بلورة فهم أعمق لتداعيات الذكاء الاصطناعي على المشهد الإعلامي واللغوي، سواء من حيث الفرص أو التحديات.
من خلال هذه المبادرة، فتحت كلية الآداب عين الشق أفقا جديدا للطلبة والباحثين، ليس فقط لاكتشاف تعقيدات الموضوع، بل أيضا لاستكشاف فرص بحث وتكوين ومهن مستقبلية، تتقاطع فيها العلوم الإنسانية مع الإعلام والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
ويعد هذا الحدث محطة أولى ضمن سلسلة من المبادرات الأكاديمية التي تسعى من خلالها الجامعة إلى تعزيز الحوار بين المعرفة النظرية والممارسة المهنية، وتقوية جسور التواصل بين الجامعة والمجتمع.