تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نظمت الجمعية المغربية لصناعة وتركيب السيارات، اليوم الأربعاء بمدينة طنجة، لقاء وطنيا رفيع المستوى تحت عنوان: “صناعة السيارات: الفرص والمخاطر”، وذلك ضمن أجندة Automotive Meeting Tangier-Med.
وشهدت الجلسة الافتتاحية الرسمية حضورا وازنا، ترأسه السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، إلى جانب السيد يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والشغل والكفاءات، حيث أشرفا على إعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال هذا الحدث الاقتصادي والصناعي البارز.
وقد تميز اللقاء بزيارة لمجموعة من الأروقة الخاصة بالشركات الفاعلة في قطاع السيارات، حيث تم عرض آخر الابتكارات والحلول التكنولوجية في هذا المجال.
وأكد رياض مزور وزير التجارة والصناعة في كلمة بالمناسبة: “أنا فخور بكم لأنكم جعلتم هذا القطاع الأكثر تصديرا، ونحن نتساءل عن المستقبل مع التقلبات التي نعيشها، لكن هناك يقينا واحدا هو أنكم الأفضل في العالم بما حققتموه في وقت وجيز. تجربتي بزيارة مصنع للسيارات بكوريا الجنوبية أظهرت لي عظمة ما يمكن تحقيقه بالإرادة والعمل الجاد. أنا فخور بما حققتموه في وقت وجيز.”
متابعا: “نحن الآن في مرحلة الانتقال الطاقي، وسنقوم بتطبيقه 100% مع ادماج الليثيوم لصناعة بطارية مغربية، وهذا سيمكننا من تعزيز موقعنا في الأسواق العالمية. ومع ذلك، بدأت تظهر بعض العوائق أمام ولوج بعض الأسواق الدولية، لكنني أؤكد لكم أننا سنعمل على تجاوزها.”
نحن الآن نقوم بالانتقال من رقم تصدير 700 ألف سيارة في السنة إلى مليون سيارة في السنة، وهذا يدل على عزمنا على تحقيق المزيد من النجاح. (Bravo à vous ) على تنافسيتكم و إصراركم، أنتم تحققون ما تحققونه بفضل جهودكم و تفانيكم.”
من جهته قال يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والشغل والكفاءات: “صناعة السيارات ليست فقط قطاعا صناعيا، بل هي مسيرة تاريخ ووطن، تعكس الرؤية الملكية السامية في جعل المغرب منصة عالمية للإنتاج والتصنيع.”
اليوم، نحن أمام تحد كبير يتعلق بشبابنا، الذين يبحثون عن فرص شغل تحفظ كرامتهم وتواكب طموحاتهم. ليس فقط إيجاد شغل، بل إيجاد شغل يتطابق مع المعايير الدولية، سواء من حيث الجودة أو ظروف العمل.
نشتغل على مواكبة الجميع، بما في ذلك أولئك الذين لا يتوفرون على شهادة، لكنهم يمتلكون المهارات والإرادة. هؤلاء بإمكانهم أن يشكلوا فرصا حقيقية، وهم جزء من الرؤية الجديدة لسوق الشغل؛ يردف السكوري.
قبل شهر فقط، قمنا بتجربة ميدانية كانت ناجحة، استطعنا من خلالها توفير الشغل لـ40 ألف شاب وشابة.
أهدافنا واقعية، ونعرف أن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها بين ليلة وضحاها، لكننا نراهن على الكفاءات الوطنية، اليوم، هناك طلب عالمي متزايد على الكفاءات المغربية، والمغرب يتوفر على طاقات بشرية مؤهلة قادرة على التنافس دوليا.
أحيي كل الفاعلين في قطاع السيارات على التزامهم ومساهمتهم، وأؤكد أن التحديات التي يواجهها القطاع لا تهمه وحده، بل تتحدى الوطن كله، وتستوجب منا جميعًا – حكومة ومقاولات ومجتمع مدني – استحضار الذكاء الجماعي الوطني لمواجهتها وبناء مستقبل يليق بالقطاع.
وشهد البرنامج سلسلة من المداخلات المهمة، استهلها السيد محمد البشيري، المدير العام لمجموعة رونو المغرب، الذي قدم رؤية استراتيجية حول واقع وتطورات القطاع بالمملكة، كما قام بسرد جملة من الأرقام التي تم تحقيقها من قبل رونو المغرب.
فيما كشف السيد أحمد بنيس، المدير العام لـ”طنجة-ميد”، دور هذا القطب الصناعي في تعزيز تنافسية صناعة السيارات المغربية على المستوى العالمي. كما استعرض جملة من الشركات التي اختارت الاستقرار بالمنطقة الصناعية طنجة المتوسط مشيرا بالأرقام إلى الجاذبية الدولية التي أصبحت تتمتع بها المنطقة من قبل الفاعلين الدوليين في قطاع السيارات.
ويأتي هذا اللقاء في سياق دينامية متواصلة يشهدها قطاع السيارات بالمغرب، باعتباره قاطرة استراتيجية للنمو الصناعي، ومصدرا رئيسيا لجذب الاستثمارات الأجنبية، ورافعة للتشغيل والتكوين، مما يعزز موقع المملكة كفاعل إقليمي ودولي في هذا المجال الواعد.