تستعد العاصمة القطرية يوم الأحد 25 ماي الجاري لاحتضان قرعة النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب لكرة القدم، المقرر تنظيمها بين 1 و8 دجنبر المقبل، وسط ترقب كبير من عشاق الكرة العربية، واهتمام خاص بمستوى وحضور المنتخبات القوية، وعلى رأسها المنتخب المغربي.
وسيشارك في هذه النسخة 16 منتخبا عربيا، وزعت تسعة منها مسبقا على أربعة مستويات استنادا إلى تصنيف الفيفا الصادر في 3 أبريل 2025، في حين ستجرى تصفيات خلال نونبر المقبل لتحديد سبعة منتخبات أخرى.
المنتخب المغربي، الذي يوجد ضمن المستوى الأول إلى جانب منتخبات قطر المضيفة، والجزائر حاملة اللقب، ومصر، يدخل غمار هذه النسخة بمعنويات مرتفعة وطموح واضح لتكرار إنجازه التاريخي سنة 2012، حين توّج بلقبه الوحيد في البطولة.
وتأتي هذه المشاركة في سياق خاص، إذ تشكل محطة تحضيرية مهمة قبل استضافة المغرب لبطولة كأس أمم إفريقيا في دجنبر المقبل، وتسبق أيضا المشاركة المرتقبة في كأس العالم 2026.
اختيار “أسود الأطلس” ضمن المستوى الأول يعكس مكانتهم القارية والدولية، ويعني أيضا تجنبهم في دور المجموعات لمنتخبات من العيار الثقيل مثل الجزائر ومصر وقطر.
لكن ذلك لا يعني مهمة سهلة، بالنظر إلى تواجد منتخبات مثل السعودية وتونس والعراق والإمارات في المستويات الأخرى، ما قد يسفر عن “مجموعة موت” حقيقية، خصوصا مع تواجد الإمارات في المستوى الثالث، ما يفتح الباب لصدامات مبكرة بين كبار الكرة العربية.
البطولة المقبلة، التي تنظم للمرة الثانية تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تأتي في ظروف مواتية بعد تجاوز تداعيات جائحة كوفيد-19 التي أثّرت على نسخة 2021.
ومع الارتفاع الملحوظ في قيمة الجوائز المالية التي تبلغ هذه المرة 36.5 مليون دولار، فإن المنتخبات مدعوة لإشراك تشكيلات قوية، وهو ما ينتظر من المنتخب المغربي، سيما وأن البطولة ستمنح نقاطا في تصنيف الفيفا.
وبالنظر إلى موقعها الزمني، فإن كأس العرب ستكون فرصة حقيقية لوليد الركراكي لاختبار لاعبيه، ورفع مستوى الجاهزية قبل التحديات القارية والعالمية المقبلة، وستكون المشاركة المغربية محط أنظار الجماهير، في ظل التوقعات بمشاركة محترفي الصف الأول، ما يعزز من فرص المنتخب في المنافسة على اللقب.
رغم قوة المنتخبات المنافسة، يبقى الطموح المغربي قائما، خصوصا بعد الأداء اللافت في مونديال قطر 2022، ووجود جيل جديد من اللاعبين الموهوبين في صفوف الفريق الوطني، لكن الواقعية تفرض أيضا الحذر من مفاجآت منتخبات مثل العراق، والسعودية، وتونس، وحتى الأردن والإمارات، خاصة وأن البطولة تُجرى بنظام خروج المغلوب بدءا من ربع النهائي، ما يُعطي أهمية بالغة لكل تفصيل تكتيكي أو فردي.
تمثل بطولة كأس العرب 2025 مناسبة ذهبية للمنتخب المغربي لتعزيز موقعه عربيا، واختبار جاهزيته قاريا وعالميا، ومع اقتراب موعد قرعة الدوحة، تترقب الجماهير المغربية بشغف مصير “أسود الأطلس”، أملا في مجموعة متوازنة، وبطولة تعيد البريق للكرة الوطنية على الساحة العربية.