مساحة اعلانية

الرياضة بوابة استراتيجية لتعزيز التعاون الإفريقي.. المغرب يقود دينامية جنوب-جنوب جديدة

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

في سياق متنامي من التحولات الجيوسياسية والتنموية التي تعرفها القارة الإفريقية، برزت الرياضة كأداة ناعمة وفعالة لتعزيز علاقات التعاون جنوب-جنوب، وهو ما تجسده المبادرات المغربية في هذا المجال، وعلى رأسها انخراط المعهد الملكي لتكوين الأطر في دينامية إفريقية شاملة.

فخلال ندوة علمية نظمت بمقر المعهد الملكي لتكوين الأطر بسلا اليوم السبت 14 يونيو الجاري تحت شعار “الرياضة، دعامة استراتيجية لتطوير التعاون بين البلدان الإفريقية”، جرى تسليط الضوء على الدور الريادي للمغرب في استعمال الرياضة كوسيلة لتعزيز الانتماء القاري وبناء شراكات متوازنة مع دول الجنوب.

وأكد الحسين باهي، مدير المعهد الملكي لتكوين الأطر في اقتتاح أشغال الندوة، أن المغرب لا يكتفي بتقاسم تجربته الرياضية الغنية، بل يتجاوز ذلك إلى بناء منظومات مشتركة للتكوين الرياضي والتبادل الأكاديمي، مذكرا بأن المملكة وقعت أكثر من ألف اتفاقية تعاون مع أكثر من 40 بلدا إفريقيا منذ عام 2000، منها العديد تخص التكوين في المجال الرياضي.

ويأتي هذا الانفتاح، حسب باهي، في إطار رؤية استراتيجية يتبناها المغرب لتعزيز روابطه مع دول القارة، تماشيا مع التوجيهات الملكية الداعية إلى جعل إفريقيا قارة الفرص المشتركة والتكامل الإقليمي؛ فاحتضان أكثر من 25 ألف طالب إفريقي، وتكوين آلاف الأطر العمومية الإفريقية، لا يعكس فقط انخراط المملكة في بعد إفريقي، بل يجسد نهجا تعاونيا يستثمر في الإنسان كأداة للتنمية الشاملة.

ومن مظاهر هذا التعاون الجديد، إعلان التحاق طلبة أفارقة بالمعهد الملكي لتكوين الأطر منذ 2024 من أجل متابعة دراساتهم في سلك الإجازة بالتدريب الرياضي، وهو ما يشكل منعطفا جديدا نحو بناء نخب رياضية إفريقية مؤهلة، قادرة على قيادة تحول نوعي في المشهد الرياضي القاري.

في السياق ذاته، شدد عبد المالك لهبيل، مدير التطوير بالاتحاد الدولي لألعاب القوى، على أن التكوين يعد المحرك الحقيقي لأي نهضة رياضية، داعيا إلى اعتماد مقاربات علمية ومؤسساتية في تدبير المجال الرياضي بإفريقيا؛ كما أكد على أهمية الرياضة المدرسية كمشتل لبناء أجيال رياضية مستدامة.

الندوة عرفت مشاركة أبطال بارزين، مثل هشام الكروج وبشرى بايبانو، اللذين تقاسما تجاربهما الملهمة، في تجسيد عملي لقدرة الرياضة على توحيد الشعوب وتجاوز الحدود، مما يعزز من دورها كرافعة ديبلوماسية وثقافية في علاقات الجنوب؛ وكذا حضور سفراء أفارقة من قبيل سفيرة السودان وسفير جزر القمر وجيبوتي والصومال ومكلف بمهمة بسفارة ساوتومي برينسيبي.

كما تناولت الندوة مواضيع مستقبلية مثل “الذكاء الاصطناعي في خدمة الرياضة في إفريقيا”؛ و”التكوين كرافعة للأداء”؛ ما يعكس وعيا جماعيا إفريقيا بأهمية الابتكار والتأهيل المؤسساتي في رفع مستوى الأداء الرياضي القاري.

يبدو جليا أن الرياضة لم تعد مجرد نشاط بدني أو تنافسي، بل أصبحت أداة للتقارب الإفريقي وتعزيز الشراكات جنوب-جنوب، وهو ما يجعل من التجربة المغربية نموذجا قابلا للتوسيع والبناء عليه في مختلف المجالات الأخرى، بما يخدم مستقبل القارة الإفريقية بأكملها.

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية