مساحة اعلانية

مراحيض ذكية في اليابان، فهل المغرب جاهز بدون دورات مياه لنهائيات كأس العالم 2030؟

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

في الوقت الذي تواصل فيه اليابان إبهار العالم بابتكاراتها الموجهة لخدمة الحياة اليومية للمواطنين والزوار على حد سواء، تكشف التجربة اليابانية حجم الفجوة التي تفصلها عن بلدان عربية، وعلى رأسها المغرب، الذي يستعد لاحتضان كأس العالم 2030، في ظل واقع لا تزال فيه دورات المياه العامة نادرة أو في وضعية متردية أو تكاد تنعدم في بعض المدن والجماعة الترابية بالمغرب.

شركة “توتو” اليابانية العملاقة، المعروفة بابتكاراتها في صناعة المراحيض الذكية، أعلنت مؤخرا عن إطلاق خدمة رقمية مبتكرة تتيح لأي شخص تحديد موقع أقرب دورة مياه عامة ومعرفة مدى انشغالها في الوقت الفعلي، كل ما يحتاجه المستخدم هو مسح رمز استجابة سريعة (QR code) بهاتفه ليتم توجيهه إلى موقع إلكتروني يحدد مواقع المراحيض ومستويات الازدحام، بل ويتيح له الإبلاغ الفوري عن أي مشكل بالنظافة أو العطل.

هذا النظام لا يتوقف عند حد تسهيل الولوج، بل يمتد إلى إدارة المرافق بشكل أكثر كفاءة؛ حيث يقوم بإخطار موظفي المنشأة تلقائيا في حال بقيت إحدى المراحيض مشغولة بشكل غير طبيعي أو بدت غير نظيفة، وبهذا، يتحقق مبدأ الخدمة الذكية التي تراعي راحة المواطن والزائر معا.

المثير أيضا، أن الحكومة اليابانية جعلت من هذه الخدمة جزءا من سياسات عمومية أوسع، إذ أعلنت وزارة النقل عن تخصيص موارد مالية إضافية لإنشاء جدران دورات مياه متحركة وزيادة الأكشاك الخاصة بالنساء، فضلا عن تجهيز محطات جديدة بشاشات عرض رقمية توضح الازدحام وتوزيع المرافق.

في المقابل، يطرح الوضع في المغرب سؤالا ملحا كيف يمكن الحديث عن استضافة تظاهرات كبرى مثل كأس العالم 2030، أو حتى توفير شروط حياة حضرية كريمة للمواطن بدون تنظيمنا للمناسبات، بينما ما زال الولوج إلى مراحيض عامة لائقة يعد رفاهية؟ الواقع اليومي في شوارع بعض المدن المغربية يكشف غياب رؤية واضحة لتدبير هذه المرافق، إذ غالبا ما تكون غير متوفرة أو غير نظيفة، مما يضع المواطنين والزوار أمام معاناة حقيقية.

الفارق بين التجربتين اليابانية والمغربية لا يتعلق بالقدرات التقنية فقط، بل بالاختيارات وأولويات السياسات العمومية، ففي اليابان، ينظر إلى دورة المياه باعتبارها خدمة أساسية لا تقل أهمية عن النقل أو الأمن، بينما في مدن مغربية كثيرة وبعض الجماعات  الترابية وبعض القرى لا تزال هذه المسألة خارج أجندة النقاش العمومي ومجالس الجماعات الترابية.

ومع اقتراب المغرب من موعد استضافة كأس العالم، تبدو الحاجة أكثر إلحاحا إلى الاستثمار في مثل هذه التفاصيل المهمة التي تصنع في النهاية صورة البلد لدى زواره، فالمونديال ليس مجرد ملاعب وفنادق، بل تجربة متكاملة تبدأ من لحظة دخول المشجع الشارع العام وحتى عودته إلى مقر إقامته.

الدرس الياباني واضح خدمة المواطن والزائر تمر عبر احترام أبسط احتياجاته اليومية، والسؤال الموجه لصناع القرار في المغرب وطنيا وترابيا اليوم هل آن الأوان للتفكير في دورات مياه ذكية بدل الاكتفاء بالوعود الكبرى؟

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية