كانت الدار البيضاء على موعد مع محاضرة ألقاها السيد أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، تحت عنوان: “جهود المملكة المغربية في مكافحة التطرف الديني والوقاية منه”، دعا من خلالها إلى تسليح الشباب واليافعين والأطفال بأدوات المناعة الفكرية.
كان اللقاء الذي نظمته جمعية كاريير سنطرال، بشراكة مع عمالة مقاطعات ابن مسيك، فرصة لاستعراض بعض أدوات المناعة الفكرية ذات المضمون الفاعل لإنتاج خطاب مقاوم لشتى ضروب وأساليب التطرف.
كما قام المحاضر باستعراض بعض المسارات التاريخية التي تبرز التفرد المغربي، مذكرا بالارتباط المغربي التاريخي الذي ترسخ منذ التفاف المغاربة حول المولى إدريس، مما مكنهم من تجنب الانحرافات الدينية والتزام التدين الوسطي القائم على المذهب المالكي الذي تناقلته الأجيال المتعاقبة على يد علماء راسخين ومؤهلين في الميدان.
كما استحضر أحمد العبادي، ما يعرفه الشأن الديني بالمملكة بقيادة الملك محمد السادس، الذي يقود تجربة ملهمة في الحقل الديني تتطلع للاستفادة منها العديد من بلدان المعمور.
أما بالنسبة للسر في نجاح التجربة المغربية، فأكد ذات المصدر، بأنها ترتكز على ثلاثة مداخل تتمثل في مقاربة التنمية البشرية والاستثمار في بناء القدرات، والمقاربة الأمنية، والمقاربة العلمية.
أما فيما يخص مقصد السعادة في الدنيا والآخرة، الذي من أجله أتى الدين حسب العبادي؛ فيأتي بعده ثلاثة مقاصد أساسية أقرها العلماء، تتمثل في التوحيد ثم التزكية للفرد والجماعة، ثم العمران أي إعمار الأرض، وبعدها ستة مقاصد كبرى هي الحفاظ على الحياة والدين والكرامة والنسل والعقل والملكية، وهي المسماة بالضروريات الستة المتكاملة التي ترجع إليها كل التشريعات.
البيضاوي