أكدت السيدة سمية بلقسح رئيسة الجمعية الوطنية لإنعاش الوظائف الخضراء، أن المجتمع المدني الدولي استطاع، خلال المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، أن يوحد جهوده من خلال خطوات وأفكار فعالة وناجعة لمواجهة خطر التغيرات المناخية .
وقالت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عملية توحيد جهود المجتمع المدني الدولي، تروم كسب رهان استغلال وتوظيف ما تم تداوله في هذا المؤتمر المنعقد بمراكش، من أفكار وطرق فعالة وأدوات ناجعة بهدف إزاحة كل معيقات التنمية والإنتاج.
فلأول مرة في مؤتمرات المناخ، تضيف هذه الفاعلة الجمعوية، يتم تسجيل صحوة قوية للمجتمع المدني الإفريقي المتضرر الأول من التغيرات المناخية، مستغلا فتح المملكة المغربية فضاء المؤتمر لجميع الأفارقة ، مشيرة إلى أن مطالب المجتمع المدني الإفريقي ورهاناته ، لم تعد تقتصر على تلقي مساعدات وتمويلات، وإنما على احتلال موقع قوة داخل المنظومة الدولية .
ولفتت إلى أن هذه المطالب والرهانات نابعة بالخصوص مما تعتبره الشعوب الإفريقية حقها المشروع في التقدم والتطور والازدهار الاقتصادي والاجتماعي .
وحسب السيدة بلقسح، فإن كل هذه المطالب والرهانات، هي التي جعلت المجتمع المدني الإفريقي يتابع بإمعان مخرجات جلسات المفاوضات، من خلال تحليل تبعاتها القانونية، ويندد بكل محاولات تغييب مسؤولية الدول المصنعة وكبريات الشركات الخاصة، التي تعد الملوث الأول لكوكب الأرض.
وفي سياق متصل، أشارت الفاعلة الجمعوية إلى أن مشاركة المجتمع المدني في مؤتمر (كوب 22) كانت فعالة حيث أبان عن انخراطه في الحد من مسببات التغيرات المناخية وذلك من خلال برنامج حافل بالنقاشات والنشاطات والندوات والأنشطة الموازية، مشيرة إلى أن الرئاسة المغربية وضعت ضمن أولوياتها، انخراط وإدماج المجتمع المدني الوطني والإفريقي والدولي، في نقاشات المؤتمر.
وأضافت أن هذه القمة تمیزت بتسجيل العديد من المبادرات وبخلق تحالفات بین الأطراف غیر الحكومیة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجماعات المحلیة والبرلمانیین والمؤسسات المالیة الوطنیة والدولیة، في الشق المتعلق بمجالات التكیف والتخفیف من آثار الاختلالات المناخیة.
وقالت إن المنطقة الخضراء، التي شكلت فضاء بمؤتمر (كوب22) لتبادل الآراء لفائدة جميع الفاعلين غير الحكوميين المعنيين بمحاربة التغير المناخي، عرفت مشاركة أكثر من 300 عارض وتنظيم 680 نشاط، مضيفة أنه في إطار أنشطة المجتمع المدني بهذه المنطقة قامت الجمعية الوطنية لإنعاش الوظائف الخضراء بتنظيم عرض حول حصيلة الملتقى الأول للوظائف الخضراء بالمغرب الذي تم عقده في نونبر 2016 بالدار البيضاء.
وأوضحت السيدة بلقسح أن خلاصات هذا الملتقى، الذي نظمته الجمعية، تمحورت حول تطوير الاقتصاد الأخضر وأهميته في خلق توازن بين تحقيق الربح وخلق فرص عمل خاصة للشباب من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى، وذلك في إطار تنمية مستدامة.
وتابعت أن الملتقى شكل فرصة للتأكيد على أن الشباب المغربي مسؤول ومشارك في التنمية، بل يزخر بالأفكار وبالطاقات الإيجابية المبادرة.
من جهة أخرى، ذكرت رئيسة الجمعية بأن مشاركة المجتمع المدني في مؤتمر (كوب 22)، توجت بتنظيم مسيرة كبرى احتضنتها شوارع مراكش عرفت مشاركة أكثر من 7 آلاف و500 فاعل جمعوي وطني ودولي .
وخلصت إلى أن المملكة المغربية أبانت، من خلال هذه التظاهرة الكبرى، على جودة عالية من حيث التنظيم والريادة بكل مكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذا مواجهة التحديات الأمنية التي مكنت إفريقيا من تعزيز مكانتها وإسماع صوتها كقارة متضررة بالدرجة الأولى من تبعات المناخ.
و م ع