استأسد فريق برشلونة ليلة البارحة في الكابنو، إذ لم يكن أشد المتفائلين في مجال كرة القدم، يتوقعون أن ينتفض المارد الكاطالوني من سباته، ويوقع على ستة طلقات ستردي فريق باريس سان جرمان صريعا، مدرجا في حيرته التي لم يستسغها منافسوه قبل جماهيره.
مقابلة مثيرة بكل المقاييس، وكأنك تتابع ساحة حرب من حروب الرومان، لكن وسط حلبة مغلقة؛ الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، غير أن الغرابة في مقابلات برشلونة، هو أن المنافس يجب عليه أن يذعن لأمر واقع، ألا وهو: لا كلمة تعلو على سحر البرشلونة.
ففي وقت كان الكل يقول باستحالة فوز البرشلونة، نظرا للفارق الكبير الذي نتج عن مقابلة الذهاب، بل وحتى وإن قبلنا بالفوز، فلن يكون أسطوريا كالذي وقع البارحة، الكل يناضل والكل يحارب والكل في حركة يستحيل داخلها المستحيل.
سحر برشلونة استحال تيارا جارفا، لن يتمالك أيا كان نفسه أمام إغراءاته، يشدو اللاعبون ويغنون سمفونية قلما جاد الزمان بمثل أنغامها. ففي وقت كان الجميع ينتقد انجازات الفريق في الآونة الأخيرة، لدرجة استسلم لضغطها المدرب انريكي، حينما اضطر إلى التصريح علنا باستقالته نهاية الموسم، لكن أسطورة البارحة، أعادت كل الأمور إلى نصابها، بل أصبح كل معارض يغني مع الفريق طربا ناسيا ما صدر عنه قبل الواقعة. فمن يا ترى يوقف سحر برشلونة؟
البيضاوي