مساحة اعلانية
اخــر الاخبــار

“لَفْقِيهْ لِّي نَتْسَنَّاوْ بَرَاكْتُو دْخَلْ لَجَّامَعْ بِبَلغْتُو”

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

حبَّذا لو تعلق الأمر بـ “بَلْغَة لفْقيهْ”، بل الأمر أعقد وأخطر من ذلك بكثير، إذ كيف للعقل البشري أن يستسيغ مضاجعة من كان أهلا للثقة، لطفلة تجاوزت بالكاد عقدها الأول (عشر سنوات)، أزمة تتسع بالمغرب مُستفحلة، وجاعلة عقل الحليم حيران، حول السبب أو الأسباب وراء هكذا انحراف، ليخلص العقل القاضي إلى رفع القضية في الختام على مجهول؛ الذي برعت فيه ثقافتنا نحن المغاربة، على غرار ” ضْرَبْنِي البَرْدْ” و “مْشَا عْلِيَا التْرَانْ”.

لم يكن أحد في دوار “وجان” ومدينة تيزنيت، يعتقد أن “لَفْقِيهْ لِّي نَتْسَنَّاوْ بَرَاكْتُو” سينهش لحم طفلة صغيرة، في عمر ابْنةِ بِنْتِ بِنتِه، الذي قارب عمره السبعة عقود من الزمن ( 67 سنة )، لن يشفع له شيبه ولا صفته كإمام للمصلين، ولا الوقار والاحترام الذي يكنه له القوم الذين عاشرهم ولا كرم أب الطفلة في أن “يدْخَلْ لَجَّامَعْ بِبَلغْتُو”.

حار الأب في أمر ابنته، ذهب بها للطبيب، ولم تصح، حالُها ظل كما كان، فأشار عليه بعضهم، ويا ليته ما أشار عليه، بأن يذهب بها إلى “لَفْقِيهْ”: ” سِيرْ ديها عند لَفْقِيهْ فدوار “وجان” راها يَدُّو مَزْيانة”.

اتصل الاب المسكين بالفقيه المتخصص في طرد الجن بحسب ظن بعضهم، فأشار على الأب أن يكتري غرفة بأحد الفنادق ويستقدم الصغيرة، ليداويها هناك، هكذا اتفق الطرفان على اليوم والساعة. جاء الأب وابنته الصغيرة؛ الفريسة، التي كانت تخطو برجليها لعلها تصل في الوقت المحدد إلى الذئب الجائع.

بعد أن شرح الأب أعراض البنت، أكد “لَفْقِيهْ” أن البنت ” مَرْكُوبَة بَجْنُونْ”، قشعريرة أصابت الأب، فأجاب على الفور: “بَسْم الله الرَحمن الرحيم، ذكَرْنَاهُم بالسْمن ولَعْسَلْ” ولم يكن يدور بخلد الأب الحنون، أن الجن الحقيقي، والذي كان ذكره قطران وزيت “المحروق” هو الذئب “لَفْقِيهْ”.

بدأ “لَفْقِيهْ” في سرد طلاسمه، “يُهَمْهِمُ ويُحَنْحِنْ”، يترنح كالتمساح الذي يبكي فرحا بفريسته، طلب من الأب أن يأتيه ببعض مستلزمات الشفاء، من قبيل بعض الأعشاب التي يتطلَّبُها العلاج؛ فأمره “لَفْقِيهْ” بالإسراع لشرائها وحملها إليه.

طالب “لَفْقِيهْ” من الأب إغلاق الباب خلفه بإحكام، ذهب الأب “النِيَّة” إلى المركز لشراء متطلبات العلاج، ليخلو المقام لـ “لَفْقِيهْ” المريض، بالفريسة. الطفلة المسكينة لم تكن تدري أن طلاسم “لَفْقِيهْ” بتلك السادية وبذات الطريقة.

شرع “لَفْقِيهْ” في نزع ثيابها، ولمس أعضائها التناسلية بيده، لدرجة الاستمناء فوق جسدها، كما أكد خلال التحقيق معه لدى الضابطة القضائية.

استسلمت الطفلة الصغيرة، لأن الأب “النِيَّة”، هو ما اقتادها فريسة للذئب، الذي أفرغ شحناته المكبوتة، واستسلم فوق سريره وكأنه انتصر على الجن الذي يَتلبسه هو وليس الطفلة. بعد عودة الأب بالمطلوب، أشار “”لَفْقِيهْ” إلى أنه انتهى من المرحلة الأولى في العلاج، ودعا الأب إلى المجيئ بها مرة أخرى.

بعد مدة، طالب الأب من البنت أن يسافر بها للـ “لَفْقِيهْ”، فرفضت الطفلة، لكن وأمام إصرار الأب لمعرفة السبب، أفشت للأب سر “لَفْقِيهْ”، وما فعله بجسدها، لَطَمَ الأب خَدَّه، حيث لا ينفع الندم.

لجأ الأب إلى وكيل الملك، الذي أمر الدرك الملكي بالبحث والتحري في النازلة، لكن ومع أول استنطاق للذئب البشري، اعترف بالمنسوب إليه، فأحيل بأمر من النيابة العامة في حالة اعتقال على المحكمة، ثم وُضِعَ تحت تدبير الحراسة النظرية لتعميق البحث معه، لمعرفة العدد الحقيقي للطفلات ضحايا ساديته المرضية.

البيضاوي

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية