تم، اليوم الجمعة بمكناس، التوقيع على اتفاقية حول التكوين المهني في مجال إنتاج اللحوم الحمراء، بين الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء ومكتب الاستشارة الفلاحية المغربي- الألماني والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، وذلك على هامش الدورة ال12 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى توفير التأطير والتكوين للفاعلين في قطاع اللحوم الحمراء على مستوى جميع حلقات سلاسل الإنتاج بالمغرب، وذلك في إطار عقد البرنامج 2014-2020 الخاص بتطوير قطاع اللحوم الحمراء.
ومن شأن هذه الاتفاقية أيضا مساعدة المنتجين على رفع إنتاجية القطيع وتطوير مردودية الضيعات من جهة، وتمكين المصنعين والمسوقين من تثمين اللحوم الحمراء وإنعاش الجودة من جهة ثانية.
ويتضمن محتوى الاتفاقية التكوين النظري والتطبيقي في كل من مركز الاستشارة الفلاحية المغربي- الألماني بسيدي سليمان، والمركز البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني بعين الجمعة بالدار البيضاء “زوبول”، مع القيام بزيارات ميدانية في المغرب وألمانيا.
وعن هذه الاتفاقية، قال مدير مشروع بمركز الاستشارة الفلاحية المغربي- الألماني كلاوس غولدنيك، إنها ترتكز على نقل تكنولوجيات الإنتاج والتنظيم والتدبير الألمانية للمنتجين والفاعلين المغاربة في قطاع اللحوم الحمراء، كما “سنعمل سويا على تطوير آليات تربية الماشية وتفادي تأثيرها على البيئة”.
وأوضح السيد غولدنيك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقية ستمكن أيضا من تحديد ظروف وأنماط الشراكة بين الأطراف المعنية في مجال تدريب المشغلين والجهات الفاعلة في صناعة اللحوم الحمراء والمستشارين الفلاحيين بمكتب الاستشارة الفلاحية، وكذا زيادة إنتاج المزارع وتحسين وتطوير استغلال وتسويق القطيع.
من جهتها، قالت مديرة الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، خديجة الشجعي، إن الاتفاقية المبرمة اليوم تتوخى تطوير قدرات المهنيين العاملين بسلسلة اللحوم الحمراء إلى جانب المرشدين الفلاحيين بالمملكة، من خلال دورات تكوينية وزيارات ميدانية متبادلة. وأضافت، في تصريح مماثل، أن الاتفاقية ترتكز على تعزيز التكوين بالتكوين التطبيقي بالمركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني “زوبول”، في مهن اللحوم الحمراء وكل ما يخص تقطيعها وتلفيفها وتصنيعها، إضافة إلى دورات تطبيقية في مجال تسيير القطيع والتغذية والصحة، وتمكين المهنيين من تكوين شامل تطبيقي ونظري لنقله لمربي الماشية والمحولين والمصنعين.
أما مديرة مكتب الاستشارة في المجال الفلاحي فتيحة بريمة، فاعتبرت أن هذه الاتفاقية تأتي لتتوج التعاون والشراكة المتميزة بين المغرب وألمانيا، كما ستعزز المنجزات والأوراش التي تم إطلاقها في المجال، وذلك تماشيا مع أهداف العقد البرنامج الموقع بين الحكومة والفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء في 23 أبريل 2014.
وأكدت أن تطوير قطاع اللحوم الحمراء يوجد في صلب استراتيجية مخطط “المغرب الأخضر”، الرامية إلى تحسين العرض والجودة والأسعار وتطوير قنوات التسويق.
كما أبرزت أن النتائج الهامة المتعلقة بالإنتاج (530 ألف طن سنة 2015) تعكس أهمية الجهود المبذولة من قبل المنظمات المهنية والدولة لتحسين الجودة وتعزيز المراقبة الصحية في هذا القطاع، الذي حقق قفزة نوعية. وتمتد هذه الاتفاقية حتى العام 2018، حيث ستعهد إلى لجنة مشتركة، مكونة من ممثلين عن الأطراف الثلاثة الموقعة عليها، مهمة تتبع وتقييم ووضع برامج عمل سنوية مشتركة، إضافة إلى تعبئة الموارد المالية.
ومنذ إطلاقه سنة 2006، بات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يشكل واجهة للقطاع الفلاحي والتقدم الذي يحققه، وأرضية للقاءات والأعمال بالنسبة للفاعلين من مختلف دول العالم.
وتحطم الدورة ال12 من هذا الملتقى، المنظم تحت شعار “النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة” من 18 إلى 23 أبريل، أرقاما قياسية على مستويات عدد الزوار والعارضين والدول المشاركة والندوات الموضوعاتية، والفاعلين ضمن المجتمع المدني.
و م ع