مساحة اعلانية

قصة خيانة المُتزوجة المُسِنَّة… ” تَا شَابْ عَادْ دَارُو لِيهْ حْجَابْ”

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

لم يكن أحد يتصور أن شبكات التواصل الاجتماعي ستغري مسنة في عقدها السادس ونَيِّفْ، بخيانة زوجها المسؤول السابق بإحدى القطاعات الحكومية؛ حينما ضبطت متلبسة بخيانة زوجها؛ وهي التي انتقلت من الدار البيضاء إلى الرباط لعلها تعود لصباها ومرضها المقموع كبتاً رهيباً داخل خوالج نفسها، وكأني بالمثل المغربي الدارج يترافع ضدها بالقول: ” تَا شَابْ عَادْ دَارُو لِيهْ حْجَابْ”.

ابتدأت القصة، وكباقي القصص بـ سلام.. من رجل افتراضي، مُعرَّبا أو مُفَرْنَساً (العربية بحروف فرنسية)، المهم هو أن الغاية تبرر الوسيلة، كان الجواب من جنس السلام، بسلام بتحفظ للوهلة الأولى من سيدة قاربت السبعين؛ مُسْتطِيبةً السؤال..، وسائلة في ذات المقام عن حال السائل وصحته.

كان الجواب، الحمد لله بخير..، لتبدأ عمليات سبر أغوار النفس البشرية الباحثة دوما وأبدا عن الجديد، وعن المجهول، وعن الآخر… مسار طويل كان منذ الأزل، سؤال فجواب، وجواب فسؤال، بدأ البوح، ثم التشكي، فاقتراح الحلول، ليبدأ التمساح في مسح دموع الفرح… فطلب المحظور فموعد فـ: “هَا الفَاسْ وَقْعَاتْ فَالرَّاسْ”.

بطبيعة الحال، فالتمساح للضرورة المَرَضِيَّة؛ أنثى أو ذكر، وغالبا ما يكون الذكر، حين يلتقط الضعف أو يلاحظه أو يحس به، يشرع في التباكي على حائط الغدر والخيانة، مقترحا آلاف الحلول والعمل والمال ولو لم يكن بجيبه ما يسد رمقه..؛ المهم هو أن الفريسة المتزوجة ستنصاع لرغبات المارد، فتقرر أن تجرب خاصة وأن الزوج ربما انتزع الزمان فحولته، أو ربما شديد الخصومة، أو أن قواميس الحب ليست بلغته اليومية… فمهما تكن الأسباب فلن تشفع للخائن في أن يخون.

11558338-19281157

كثيرة هي الأسباب والموت واحد؛ عفوا والخيانة واحدة؛ فما الفرق إذن، ومن خان كمن قتل زوجته وأصابها في مقتل، والتي خانت زوجها كمن قتلت زوجها وأصابته في مقتل، فحينما تهدم ركيزة الخيمة تهاوى الباقي دون سابق إنذار.

خلال نهاية الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الأحد بالرباط، فصل آخر من فصول الخيانة الزوجية، من فصول الأمراض التي تحدثها شبكات التواصل الاجتماعي، التي أجهزت وتجهز على الأسرة المغربية. أصبحت الأسرة لا تلتقي بالكاد إلا وقت الأكل، هذا إن بقي بالبيت أكل أو راحة بال أو …

الكل منهمك بتصفح الهاتف النقال؛ والكل بطبيعة الحال يقلب صفحات “الفيسبوك” إلى أن يقع في شراك التمساح أو التمساحة، الكل يبحث، والكل يستقطب ويستطلع..، والكل مهموم من كل شيء والكل مهموم من لا شيء، وكأن الخيانة عضال القوم لم يسلم منه شجر ولا حجر، صغير ولا كبير عفيف ولا وضيع مسن ولا مسنة…والبقية تأتي ما دام الأزرق يستهوي عشاقه..

سافرت العشيقة ذات الستة عقود، ستون سنة وثلاث سنوات بالتمام والكمال، تجاوزت مرحلة اليأس فدخلت إلى المراهقة المتأخرة لعلَّها تعيد الولادة إلى مرحلتها الصفر، وقعت أو أوقعت لا أعرف بطبيعة الحال الفعل السليم من المعتل في النازلة، المهم هو أن المصونة المتزوجة أم الأبناء الكبار، ضُبطت داخل بيت عشيقها الأستاذ الجامعي مربي الأجيال؛ ذو الستة عقود وسبع سنوات في عمره؛ وفي كل يوم نتساءل عن سبب إخفاق تعليمنا، وعن السبب في أن المغرب يقبع في أسفل الترتيب على المستوى التعليمي.

الأدهى والأمر، أن السيدة المتزوجة، سافرت “عْلَى وَعْدْهَا أسَعْدْهَا”، من محطة أولاد زيان بالدار البيضاء، إلى محطة الحافلات القامْرة بالرباط، ثم إلى فيلا الخليل الجامعي، وبالتالي اقتنت تذكرة سفرها إلى سجن سلا الذي تتواجد فيه الآن منذ يوم الأحد الماضي، حيث رفضت المحكمة منحها وعشيقها السراح المؤقت،  ورفض الزوج التنازل لزوجته، وضرب أخماس في أسداس فانهارت الخيمة على رأس الزوجة وعلى الأسرة بأكملها في نزوة فيسبوكية قاتلة.

فالزوج لم يكن يعتقد أن أم أولاده المُسنة، ستختم مشوارها الزوجي بهذه الطريقة، إذ حسب تصريحاته أنه لاحظ تغيرا في تصرفات الزوجة في الآونة الأخيرة، فقرر الترقب والتدقيق..، حيث أصبحت تلازم هاتفها، تسترق لحظات للتحدث لوحدها، ترقب الوضع تهتم بهندامها وبـ وبـ ..لتهتم بالأخير بوضعها خلف القضبان؛ وهي ربة الأسرة التي كانت المعززة والمكرمة والمحاطة بهالة الأمومة والقدوة و..و..و..

أول ما لاحظه المتتبعون لفصول القضية، أنها شهدت متابعة كبيرة خاصة وأن الملف يعتريه ظروف تشديد كثيرة، من قبيل سن المشتبه بهما، وأن الأمر يتعلق بالخيانة الزوجية، وأن الجاني أستاذ جامعي، وأن زوج الخائنة مسؤول سابق بإحدى القطاعات الحكومية، وان “الفيسبوك” أستحال مخرب البيوت بامتياز؛ الزوجة مع خليلها والزوج مع خليلته؛ فاستطاب الجميع الخيانة حتى أصبحت المسنة تبحث لها عن خليل ولو كانت متزوجة؛ وحتى ولو انطبقت عليها القولة المأثورة: ” تَا شَابْ عَادْ دَارُو لِيهْ حْجَابْ”.

البيضاوي

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية