احتضنت مدينة العرائش، أمس الخميس، اجتماعا لعمداء ورؤساء الجماعات الترابية تحت شعار “أدوار وصلاحيات الجماعات الترابية في حماية التراث وتنميته : الواقع والآفاق”، وذلك في إطار الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة الذي تنظمه “الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد كل من عمدة تومبوكتو بمالي وممثل إفريقيا، أو بكر سيسي، ورئيس المجلس الجهوي لجهة الماوولي بالشيلي وممثل أمريكا اللاتينية، وممثل أوروبا وائتلاف المدن الأورو متوسطية من أجل الثقافة، جاك روسيت، وممثل منظمة المدن والحكومات المتحدة فرع الشرق الأوسط وغرب آسيا، محمد السعدية، على أولوية الحكامة الرشيدة والبحث عن وسائل لتمويل المشاريع ذات الصلة بالتراث بهدف ترسيخ الطابع التنموي المستدام عبر مواصلة تطوير وتنويع التعاون مع مختلف الشركاء، وتعميق النقاش حول السياسات المختلفة المرتبطة بقضايا التراث المستدام وأوجه التمويل والحكامة.
وأبرزوا أهمية النهوض بالتراث الثقافي والطبيعي المادي وغير المادي بصفة خاصة، وجعله قاطرة حقيقية للتنمية المستدامة، مطالبين بمواجهة كل التحديات البشرية والطبيعية لصون وحماية ودعم التراث الطبيعي والثقافي سواء منه المادي أو اللامادي، والمساهمة في مواكبة ركب التنمية المستدامة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، خاصة بالنسيج العتيق .
وفي هذا الصدد، أبرز رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، ورئيس جماعة شفشاون، محمد السفياني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية انعقاد اجتماع عمداء ورؤساء الجماعات الترابية لمناقشة التراث المستدام والبحث عن الوسائل الكفيلة والناجعة لتمويل المشاريع ذات الصلة بتدبير التراث سواء كان تراثا ماديا أو غير مادي.
وأضاف أن الاجتماع شكل فرصة للتطرق إلى دور المنتخبين والجماعات الترابية في المحافظة على التراث وتثمينه من أجل أن يصبح رافعة لتنمية محلية وجهوية مستدامة خاصة في مجال السياحة الإيكولوجية والثقافية، مبرزا التهديدات التي تواجه المحافظة على التراث سواء كانت إرهابية كما وقع سنة 2012 في تومبوكتو بمالي أو طبيعية كالزلازل المدمرة التي أصابت مؤخرا دولة الشيلي.
وموازاة مع فعاليات هذا المنتدى الدولي، تم تنظيم برنامج مواز يشمل أنشطة متعددة ومتنوعة، أهمها تنظيم زيارة مؤطرة لفائدة المشاركين لموقع ليكسوس الأثري ومعرض للصناعات التقليدية والمنتوجات المجالية، ومعرض لصور المدن العتيقة والمعالم التاريخية وكرنفال احتفالي بالمدينة، ودوري لكرة القدم لفائدة أحياء المدينة القديمة.
وستركز أشغال المنتدى الذي يتم تنظيمه بشراكة مع جماعة العرائش والمجلس الإقليمي للعرائش وشركاء آخرين دوليين ووطنيين، على أربعة محاور عامة وكبرى، منها “المدن العتيقة والتراث الإفريقي، التمويل والحكامة”، و”تمويل المشاريع التراثية وتثمين المدن العتيقة”، و”التراث والاستدامة “، و”الحكامة التشاركية في تدبير المدن العتيقة”.
وتهدف الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، التي تأسست سنة 2011 ، إلى تطوير التعاون والتنسيق والتضامن بين كل المهتمين من أجل حماية وتنمية المدن التاريخية وطنيا ودوليا وإدارة وتطوير الموارد البشرية للجماعات المحلية والمحافظة على التراث والتنمية المستدامة للمراكز التاريخية للمدن العضو بالشبكة، وكذا المساهمة في الرفع من المستوى الاقتصادي للساكنة المحلية عبر إنجاز مشاريع سوسيو اقتصادية من خلال الأنشطة المدرة للدخل التي لها علاقة بالسياحة الثقافية والتراث لفائدة المدن المنضوية تحت لواء الشبكة.
و م ع