ليس كل ما يوحي به البنك الدولي وحيا من السماء، أو كتابا مُنْزلاً يؤخذ به، أو هو توصية من حكيم قلَّما يَزِل؛ إنما هي سياسات مالية تتقلب تقلب صُروفِ الدهر والأيام، والإيديولوجيات وما يمليه الكبار..
في حوار له مع صحافيي مجموعة إيكوميديا، صرح بيير شوفور كبير الخبراء الاقتصاديين بمكتب البنك الدولي بالمغرب ومنسق التجارة الإقليمية بالشرق الأوسط وشمال افريقيا، بكون المغادرة الطوعية كانت خطأ حينما أوصى بها المغرب.
جدير بالذكر، فالمغادرة الطوعية، التي انتهجها المغرب من أجل تخفيض كتلة الأجور، والتي كانت مشورة البنك الدولي التي أوصى بها السلطات المغربية، لم تكن سوى زوبعة في فنجان، ما لبثت ذات المؤسسة أن اعترفت بلسان أحد أكبر مسؤوليها بخطئها في المشورة التي كلفت المغرب التسريح (طواعية)، لعشرات الآلاف من الأطر والكفاءات المغربية المحنكة، وهو ما سبب نكسة وكارثة تمثلت في إفراغ الإدارة المغربية من الكفاءات..
أعطيت للعملية بعض المبررات في إبانها، من قبيل تخفيف الضغط على الميزانية، وتخفيض كتلة الأجور، لكن بعد وقت ليس باليسر والهين، يطلع علينا أحد أكابر القوم بالبنك الدولي معترفا بخطأ الأخير في التقدير.
فمن يا ترى سيدفع ثمن تردي الخدمات التي تُسدى للمواطنين، ومن يا ترى سيدفع ثمن تدني المراتب التي تطلع علينا ذات المؤسسة الدولية ومؤسسات أخرى في حكمها منددة بالسياسات العمومية وبتدني تصنيف المغرب في السم العالمي في بعض المجالات كالتعليم مثلا؟
البيضاوي