مساحة اعلانية
اخــر الاخبــار

نوح: الصبي الذي وُلد دون مخ وصدم عالم الطب

وأنا أتجول في إحدى الصحف الأجنبية رأيت خبراً شدني وأذهلني، وفتح أمامي رغبة البحث عليه ومعرفته بأدق التفاصيل، يعود لحالة طبية إعجازية بطلها الطفل نوح الذي خطف عقول الأطباء فلم يستطيعوا تحديد ماهيته ليومنا هذا.

حصل ذلك حينما وُلد الطفل المسمى نوح وال (Noah Wall) في مدينة نيوكاستل البريطانية (Newcastle) سنة 2012، وكان التشخيص الطبي غير مسر لأبويه؛ حيث يعاني الرضيع من عيب خَلقِي ناجم عن انغلاق غير كامل للأنبوب العصبي، أو كما يسمى في الوسط العلمي بالسِّنْسِنَة المشقوقة (Split spine)، وكذلك يعاني من حالة ثانية تسمى استسقاء الرأس (Hydrocephalus) وهو مرض تمتاز أعراضه بتراكم السائل النخاعي في الجيوب والتجاويف الداخلية للدماغ، مما قد يتسبب في ارتفاع الضّغط داخل القحف، وقد يؤدي ذلك إلى تضخّم الرأس، هذه الأعراض شكلت عائقاً في تكوين عقله الذي وصل لنسبة اثنين في المائة فقط.

وكانت التقديرات الأولية بأنه سيعاني من إعاقات دائمة على مستوى العقل والجسم مما سيؤدي لموته، حالته كانت ميؤوساً منها لدرجة أن أبوَيه شيلي (Shelly)، 44 سنة، وروب (Rob)، 50 سنة، كانا يبحثان في بيوت الجنائز عن تابوت له استعداداً لموته.

لكن نوح، وبعكس ما شخَّصه فريق من الأطباء الأكفاء، أذهلهم وصدمهم؛ حيث في عمر الثانية تعلم نطق كلمتَي أمي وأبي ثم العد حتى الرقم عشرة، يليها حبه للغناء ودندنة بعض كلمات الأغاني التي يسمعها في البيت، ثم الجلوس دون مساعدة ولعب الألعاب الإلكترونية.

نعم، عقله بدأ يتطور تدريجياً ويتكون الشيء الذي حيَّر الأطباء ولم يجدوا له تفسيراً علمياً.

وفي سن الرابعة اكتمل نمو عقله وجسمه كأي طفل عادي غير مصاب بتلك الأعراض؛ ليعدّ إعجازاً علمياً يستحق دراسته عن كثب ومتابعته عسى يكون المفتاح لعلاج آلاف الأطفال حول العالم الذين -للأسف- يولدون مصابين بنفس حالته.

وتم بث حالته بشكل موسع في برنامج وثائقي يسمى “أشخاص خارقون” (Extraordinary People) على القناة الخامسة البريطانية (Channel 5) وسُميت حلقته -لمن أراد البحث عنها- “الطفل الذي لا يملك دماغاً” (The Boy With No Brain) وصرح مدير القناة بأنهم فرحون وفخورون بكونهم السباقين في تتبع هذه الحالة، وأنهم يتعهدون لمشاهديهم بتتبّع حالة نوح كلما حصل تطور ما.

وكالات

 

.

شارك المقال شارك غرد إرسال