عُثر بمنطقة سيدي عثمان بمدينة الدار البيضاء، بحر الأسبوع المنصرم على رأس حمار مذبوح ومسلوخ، بأحد القمامات، وهو ما أثار حفيظة سكان الحي الذي تواجدت قربه جمجمة “الدَّحْشْ” المقتول.
لم يكن أحد من ساكنة حي السلامة، بسيدي عثمان، يتصور أن مجرد الصدفة هي من ستكشف عن الجريمة النكراء التي أودت مع سبق الإصرار والترصد، بحياة حمار في مقتبل العمر “دَّحْشْ”، لم يكن له من ذنب سوى أنه هاجر سرا إلى الدار البيضاء، لِجرِّ بعض العربات، أو ليكون عبدا مطواعا خنوعا لسيد يعيش بنواحي المدينة المليونية.
اشتم ” مَجْحُومٌ” ينتمي لعصابة الكلاب الضالة التي تهيم ليلا ونهارا بمدينة الدار البيضاء؛ القطب المالي للمملكة وقبلة المستثمرين، والعاصمة الاقتصادية، رائحةً شهيةً من نوع خاص تتطاير من إحدى القمامات الثائرة على “الكوب 22 “، فرمى بجثته داخل القمامة فاكتشف “زَرْدَة” من نوع خاص لم يكن يحلم بها.
أخرج الكلب المحظوظ، من داخل القمامة، رأس حمار وقد لف بعناية وسط إحدى الجرائد؛ التي ولأول مرة، سيكشف لها عن مهمة غير تلك التي تقتضي تنوير الرأي العام، وبأسنانه الحادة، أزال الكلب ستار الفضيحة، ليعلن الفضيحة الكبرى؛ عملية نوعية قوامها قتل “دَحْشْ”، في مقتبل العمر، سيكون لحمه البخس وبالاً عليه، سيعجل بمقتله واستعمال لحمه كـ “صُوصيصْ” أو “كفْتة” أو “صَندْويش” أو في طقوس “السحر والشعوذة”…
أعتذر لكم، فالأمر لم يكن خبرا مكتوبا بالجريدة التي سترت رأس الحمار، بل الأمر واقع مقدر ومتواتر، وتحصيل حاصل؛ قوامه، أن معدة “البيضاوي” أصبحت مختبرا للتجارب، وجيبه غنيمة لكل ناهب، و..
رمق بعض شباب حي السلام بسيدي عثمان، الكلب وهو يزْدَرِدُ ما تبقى من رأس ” الدَّحْشْ “، فحالوا بينه وإتمام “الزردة”. فما أن اقتربوا من مكان الجناية، حتى تجمع القوم؛ الكل يستنكر “اللهم إن هذا منكر”، وآخر ” فين هم المسؤولين” وثالث ” تا لحمير وكلوهم لينا “…
ضرب القوم أخماس في أسداس، فحملوا الرأس المسلوخ، إلى من يهمهم الأمر، مستنكرين ومتسائلين عن مصير باقي “السْقِيطَة”، هل سلخت كما سلخ الرأس، هل بيعت كفتة أو صوصيصا أو لحما بأحد الأسواق العشوائية بالدار البيضاء؛ وهل الأمر يقتصر على الحمير فقط، أم أن العصابات الإجرامية تذبح حيوانات أخرى وتبيعها للـ “البيضاويين” وهل وهل…
تساءلات عديدة عدد مشاكلنا، وإسرافنا في أمرنا، عدد خذلانا لضميرنا الجماعي الذي أصبح يئن من فرط عدائنا لأنفسنا ولغيرنا ولقيمنا ووطننا، لكن وفي الختام قُيدت القضية لحد كتابة سطور هذه القصة الخبرية ضد مجهول…
البيضاوي