بعد سنوات من صدورها عن الدار العربية للعلوم (ناشرون ) في بيروت، رأت راوية ” مطبخ الحب ” للكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي ، النور مرة أخرى، لكن هذه المرة ضمن منشورات ( الزمن) في المغرب .
وتأتي هذه الرواية، الطافحة بهاجس السفر صوب الذات والعالم، لتنضاف إلى أعمال الراشدي السابقة، منها “بدو على الحافة “، ومجاميعه القصصية ” زقاق الموتى”، و ” غرباء على طاولتي” و ” طفولة ضفدع ” إضافة إلى ” وجع الرمال ” التي استحضرت المجال الصحراوي في أبعاده الجمالية والمعرفية.
وبالعودة الى رواية ” مطبخ الحب “، فقد استطاع الراشدي المزج بشكل ذكي، بين هواجس ذات مكبلة بإكراهات مادية ورمزية، وعوالم تنضح بأعطاب اجتماعية وثقافية ومعرفية .
وأبرز الكاتب والجامعي سعيد يقطين في تقديمه لهذه الروية، أن الكاتب استطاع تقديم الذات في بعدها الواقعي بشكل ذكي ، وبالاعتماد على لغة جميلة ومنسابة .
وتابع، أن هذه الرواية، الممتلئة بالتفاصيل والجزئيات، تمثل رؤية عما يعتمل في المجتمع المغربي ، وما يعرفه من تحولات ، كاشفة في الوقت ذاته عن أسرار العلاقات الاجتماعية ومصائرها .
وحسب السيد يقطين، فإنه من خلال شخصية عبد الحق ” يتعرف القارئ على حياة شاب قروي الأصل دفعته الحياة إلى عوالم الجامعة، زمن حكومة التناوب، وأدى به انسداد أفق العمل إلى الاعتصام .
وخلال فترة الاعتصام تعرف عبد الحق على الشابة سهام التي عاشت بدورها حياة مشابهة، فتوطدت العلاقة بينهما، وصار الحلم بالزواج مطمحهما، لكن الانفصال بينهما ، وضع حدا لقصة عشق ، أعادت الوقائع والأحداث للبداية.
وللإشارة ، فإن عوالم الرواية تبنى بفضاءات الرباط والدار البيضاء، لكنها تستحضر أماكن أخرى مثل سلا وطنجة ومناطق أخرى .
و م ع