4950 دقيقة من لعب كرة القدم. 140 هدفاً. 52 مباراة. 24 منتخباً. متأهلان للنهائي. بطل واحد. تم إسدال الستار على كأس العالم تحت 20 سنة كوريا الجنوبية FIFA 2017 بعد نهائي ناري استضافته مدينة سوون وفاز بنهايته منتخب إنجلترا بأول لقب عالمي بتاريخه عن هذه الفئة العمرية. وبعد ثلاثة أسابيع من الإثارة الكروية الاستثنائية وتألق اللاعبين والمنتخبات، أتى مسك الختام ندّياً وجمع بين شباب إنجلترا ونظرائهم الفنزويليين.
اتجه المنتخب الإنجليزي إلى كوريا الجنوبية 2017 دون أن يكون مرشحّاً لنيل اللقب. لكن عقب تصدره ترتيب المجموعة الأولى، تطوّر أداؤه مباراة بعد الأخرى وتميّز بخط الوسط سريع الحركة وخط هجوم يتقدّمه رأس الحربة الفائز بكرة adidas الذهبية، دومينيك سولانكي. وبفضل الخدمات الجلية من الحارس الفائز بقفاز adidas الذهبي، فريدي وودمان، نجح ممثلو أوروبا باقتناص اللقب بعد أن تضافرت عوامل الدفاع الصلب والمواهب الاستثنائية داخل المستطيل الأخضر.
استهلّت كوريا الجنوبية منافسات البطولة بمفاجأة كبيرة عندما تغلّبت على منتخب غينيا بثلاثية نظيفة أمام مدرجات غصّت بالجماهير في مدينة جيونجو وشكّلت بحراً من اللون الأحمر. تألق نجم أصحاب الأرض، لي سوينجوو، في الموقعة الأولى، قبل أن يُهدي فريقه فوزاً استثنائياً بهدفين لهدف على الأرجنتين ويقتنص الاسم الصاعد في صفوف برشلونة هدفاً مذهلاً. وبينما فشل الفريق في مجاراة أفضل أداء له في المسابقة عندما بلغ ربع النهائي قبل أربعة سنوات، إلا أنه ترك بصمة واضحة في هذه النسخة رغم إقصائه من دور الستة عشر على يد البرتغال.
استحقّ منتخب فنزويلا بجدارة بلوغ موقعة النهائي بفضل سجلّه المشرّف أمام الهدف، ففي سبع مباريات، هزّ الشباك 14 مرة بتوقيع تسعة لاعبين. أما منتخب زامبيا، فكان من المرشحين للمضي قُدماً في البطولة بفضل أسلوبه الهجومي الفريد الذي جعل مبارياته الخمس تشهد تسجيل 22 هدفاً في طرفي الملعب، منها 12 لصالح ممثلي القارة السمراء.
شهدت هذه النسخة تسجيل الكثير من الأهداف في الأنفاس الأخيرة من المباريات. فقد اقتنص اللاعبون 24 هدفاً (من أصل إجمالي 140) في الدقائق العشر الأخيرة من المواجهات. إلا أن الأبرز في تلك الأهداف، ودون أي منازع، هو ذلك الذي أتى من ضربة حرة في الثانية الأخيرة من اللقاء والذي سدده صامويل سوسا ونجح بفضله أن يفرض التعادل مع أوروجواي ليتم اللجوء لتمديد الوقت الأصلي من اللقاء. 7 من المباريات الإقصائية الستة عشر لم يتم حسم النتيجة فيها خلال 90 دقيقة، و3 منها تم اللجوء فيها لدراما ركلات الترجيح. وقد كان منتخب أوروجواي طرفاً في تلك الثلاثة، وفاز بواحدة منها فقط.
عادت المنتخبات الثلاث الأفضل في البطولة، إنجلترا وفنزويلا وإيطاليا، إلى بلادها بأفضل أداء في هذه الفئة العمرية. أما بالنسبة إلى فنزويلا، فقد كانت هي المشاركة الأفضل على الإطلاق للفريق في الساحة الكروية العالمية.
أما زامبيا، التي بلغت الدور ربع النهائي، فقد شاركت بأفضل جيل من كتيبة تحت 20 سنة. بينما عاد منتخبا غينيا وفيتنام (بمشاركتها الأولى في البطولة) إلى البلاد بأول نقاط وأهداف في تاريخهما. أما فانواتو، حديثة العهد في المسابقة، فقد حصدت أولى أهدافها دون نقاط. وأتت الهزيمة بنتيجة 3-2 على يد المكسيك وألمانيا، حصيلة إيجابية بالنسبة لهذا المنتخب المغمور.
على مستوى الأفراد، اقتنص الحارس وويلكر فارينيز مركزاً استثنائياً في كتب التاريخ عندما أصبح أول حامي عرين يسجّل هدفاً، وكان ذلك من ضربة جزاء في اللقاء أمام فانواتو. لا بدّ من الإشارة كذلك إلى الأمريكي جوش سارجنت، الذي اقتنص أربعة أهداف ليعادل بذلك الرقم القياسي لأبناء العم سام في بطولة تحت 20 سنة، مع العلم أنه الهداف الأمريكي الأصغر في تاريخ البطولة، كونه يبلغ السابعة عشرة من العمر فقط. أما هدف ماير بيفان المذهل لصالح نيوزيلندا في شباك هندوراس في الثانية 45 من عمر المباراة، فقد أصبح سادس أسرع هدف في تاريخ البطولة.
وكالات