مساحة اعلانية

إفريقيا تتوفر اليوم على كامل الشروط حتى تندمج بشكل كامل في الاقتصاد العالمي

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

أكد السيد يوسف العمراني، مكلف بمهمة بالديوان الملكي، أمس الجمعة بأصيلة، أن إفريقيا تتوفر اليوم على كامل الشروط حتى تندمج بشكل كامل في الاقتصاد العالمي. وأوضح السيد العمراني، في مداخلة له خلال الندوة الافتتاحية لموسم أصيلة الثقافي الدولي أن “إفريقيا تتوفر اليوم على كامل الشروط من أجل صياغة أنماط عمل جديدة ومن أجل حكامة خاصة بإفريقيا، لها آلياتها وتنسجم مع الواقع، حتى تتمكن القارة من الاندماج بشكل كامل في الاقتصاد العالمي”.

وأضاف العمراني خلال هذه الندوة حول “أفريقيا والعالم: أي عالم لإفريقيا” أن “الوقت حان كذلك من أجل مقاربة جديدة للتنمية المتوازنة تستعيد فيها بلدان الجنوب مكانتها التي تستحقها في هذا النظام الجديد المستقبلي، وذلك من أجل تقاسم أفضل للقيمة المضافة التي يتم خلقها بشكل مشترك، لأن الجنوب هو جزء من الحل وليس من المشكل”.

وأوضح أن “النماذج المبنية على المساعدة الخارجية والدين السيادي أو تصدير المنتوجات الأساسية، لم تعد تلائم قارة إفريقية في طور النشأة، ومن هنا تبرز الضرورة الملحة لإعادة تأسيس تفرض فيه إفريقيا نفسها كقارة تتطور على مختلف الصعد” وبالنسبة للمغرب، يقول السيد العمراني، حان الوقت “للوصول إلى اتفاق جديد مع قارته، من خلال تعاون جنوب-جنوب فعال ومبتكر، لصالح التنمية المشتركة والنهوض المشترك في إفريقيا”.

وقال السيد العمراني إن “المغرب يريد قارة إفريقية قوية وجريئة وطموحة، تكون ايجابيات العولمة عليها أكثر من سلبياتها، عولمة ذات بعد إنساني والتي لا يمكن أن تتحقق بدون تنمية مدمجة ومستدامة وتضامنية ومنصفة”، مضيفا أن الأمر يتعلق كذلك بعولمة تنبني على نمو اقتصادي يتقاسمه الجميع وعلى تعزيز للتنمية البشرية، و”هذا ما يتمناه صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل إفريقيا”.

و خلص إلى أن “الرؤية واضحة والإرادة مشتركة والوسائل متاحة، البناء الإفريقي المبني على رؤية جنوب جنوب التي يدعوا إليها صاحب الجلالة ليس مجرد طموح، بل هو اليوم ضرورة في طور التحقق”. من جهته، اعتبر الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إدريس الكراوي، أن إفريقيا تعد مسرحا لجيل جديد من حروب الموارد الطبيعية والمعرفة والذكاء والعبقرية والقيم، ما يؤدي لتهديدات جديدة، تضاف إلى بروز وتطور أشكال جديدة من الفقر والأوبئة والعنف الاجتماعي والصراعات الاثنية والهجرات الجماعية وتفاقم الأنشطة غير المشروعة.

وقال إن “إفريقيا تتوفر على موارد طبيعية ومعدنية مهمة ولها موقع جيواقتصادي ستكون لها تأثير معتبر على الشكل المستقبلي للنظام الاقتصادي العالمي”، مسجلا أهمية التفكير في تنمية إفريقيا من طرف الأفارقة أنفسهم وجعل التعاون جنوب-جنوب بين البلدان الافريقية اختيارا استراتيجيا في المستقبل، من أجل بناء قارة إفريقية جديدة موحدو ومزدهرة ومندمجة. من جهته، شدد السيد موسى سيك، نائب رئيس المعهد الإفريقي للاستراتيجيات، على ضرورة أن تحقق إفريقيا أمنها الغذائي حتى تتمكن من التفرغ بشكل كامل للتنمية. ودعا في هذا الصدد إلى الاستفادة من تجربة الصين “التي تمكنت من رفع انتاجها الزراعي وتحقيق التنمية”.

وقال إن القارة الإفريقية، التي تعد مصدرا للموارد الطبيعية، لها من الإمكانيات ما يكفي لانتاج كمية من الحبوب “تكفي العالم بأسره”. كما اعتبر السيد سيك أن المغرب نموذجا يحتذى به في مواجهة مشكلة التغذية، خاصة بفضل سياسة السدود التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ما مكن المملكة من تحقيق التنمية وضمان الإنتاج الغذائي، معربا عن يقينه بأن المغرب سيدعم أفريقيا في هذا الصدد.

أما السيدة برونوين بروتون، المديرة المساعدة لمركز إفريقيا بالولايات المتحدة، فقالت إن بلادها تولي أهمية كبيرة لإفريقيا، مشيرة إلى أن الاقتصاديات الإفريقية شهدت تطورا في العقود الأخيرة، معتبرة أن القارة منبع للفرص المشجعة وليس مصدرا للأزمات فقط. وقالت إن القارة الإفريقية قارة شابة وتتمتع بمؤهلات طبيعية كبيرة ما جعلها محط اهتمام فاعلين دوليين كبار كالصين التي أصبحت شريكا مهما لإفريقيا.

ومن المقرر تنظيم ثلاثة لقاءات أخرى في إطار الجامعة الصيفية ذاتها ستناقش “الشعبوية والخطاب الغربي حول الحكامة الديموقراطية” (12-14 يوليوز) و”المسلمون في الغرب: الواقع والمأمول” (17-19 يوليوز) و”الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية” (21-23 يوليوز).

و م ع

شارك المقال شارك غرد إرسال
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية