افتتحت مساء أمس الثلاثاء بدار الثقافة الداوديات بمراكش، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية المقامة تحت شعار “نحو تثمين الموروث الشعبي المغربي”.
واستمتع الجمهور خلال الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة الفنية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس احتفاء بذكرى عيد الشباب المجيد ، بقصائد في فن الملحون أداها جوق الملحون التابع لجمعية الشيخ الجيلالي امثيرد برئاسة الشيخ الحاج امحمد الملحوني والمجموعة الوطنية لفن الملحون التابعة للجامعة الوطنية لجمعيات الملحون والفنون التراثية الصوفية، فضلا عن إلقاء العديد من القصائد الملحونية نظمت في غرض” الربيعيات والفكاهة ” في الشعر الملحون.
كما تميز حفل افتتاح هذه الدورة، المنظمة من قبل جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد الى غاية 16 شتنبر الجاري بدعم بالخصوص من ولاية الجهة ومجلس الجهة والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، ووزارة الثقافة، بتكريم الأستاذ محمد الكنديري، اعترافا له بالجهود التي بذلها في سبيل تمثين المشهد الثقافي والتراثي بمراكش واهتمامه بالفنون الشعبية. وبهذه المناسبة، أوضح المدير الفني للمهرجان أنس الملحوني، أن هذه الدورة تحمل عدة دلالات تروم الاحتفاء بفن الملحون ونشر الوعي لدى الشباب بالاهتمام به والحفاظ عليه، مؤكدا أن الغاية من هذا المهرجان هو تثمين هذا التراث الثقافي وتكريم ذاكرة شيوخه ومؤسسيه.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن الملحون هو فن شعري وإنشادي وغنائي متميز ومتأصل بالمغرب منذ قرون، يستدعي الحفاظ عليه وتمريره إلى الأجيال الصاعدة والمستقبلية. يتضمن برنامج هذه الدورة، فقرات ومواد غنية ومتنوعة تشمل أمسيات موسيقية تقام يوميا بالمسرح الملكي ودار الثقافة الدواديات، ومعرض تشكيلي يوثق لبعض رموز الثقافة والفن بمراكش والمغرب، وورشات تكوينية يؤطرها الأستاذ عبد الله عصامي، لفائدة تلميذات وتلاميذ ثانوية أحمد شوقي الإعدادية، ومؤسسة الإبداع الفني والأدبي، و ثانوية فدوى طوقان .
كما تشتمل فقرات هذه التظاهرة على ندوة المهرجان التي تتناول موضوع “الموروث الشعبي ورهان التجديد ” بمشارك ثلة من الأساتذة المهتمين بهذا المجال، إلى جانب إصدارات علمية، وتكريم ثلة من رجال الفكر والعلم والفن . ويبقى البعد الاجتماعي حاضرا خلال نسخة هذه السنة من خلال تنظيم أمسية لفن الملحون والميازين الشعبية المراكشية، مهداة لفائدة نزلاء دار البر والإحسان، وذلك عشية يوم الجمعة 15 شتنبر الجاري .
ويشكل هذا المهرجان، الذي يعرف أيضا مشاركة أزيد من ثمانين ممارسا لفن الدقة المراكشية، يمثلون أجود وأمهر فناني المدينة الحمراء في هذا التراث الأصيل، و النخبة الوطنية للمديح والسماع تحت قيادة الأستاذ علي الرباحي، امتدادا لملتقى موسيقى التراث في دوراته الثمانية السابقة (2006 – 2013). وتتميز هذه الدورة كذلك بتكريم الفنان وعازف الإيقاع المتميز شرف الملحوني والفنان مولاي الطاهر الأصبهاني الذي برز في الكتابة الشعرية والأغنية الجيلالية .
و م ع