أثارت تصريحات وزير الخارجية الجزائري، مساهل العديد من ردود الأفعال الوطنية والدولية، حول توقيتها وجدواها وأسبابها..، والكثير من الاستهجان من قبل جميع الفاعلين داخل المملكة، لكن ظلت كل التساؤلات بغير جواب، وكأنك تنادي بواد سحيق لا قرار له، يكاد في كل مرة رجع صداه ينزل صواعق وحجارة من سجيل على سكان قصر المرادية الذين أصبحوا يصابون في الآونة الأخيرة بداء السعار.
فمنذ أربعة عقود، والعسكر الذي ابتلي به الشعب الجزائري، يسود ويحكم ويستثمر ويناور ويسوس و…، ويماري عن فشله الذريع في دوره كتجار للدم وفاعلين بفن الممكن؛ فاستحال بلد المليون شهيد؛ وذلك قدره، معتقلا رهيبا للجزائريين، ينظرون لخيراتهم توزع على شرذمة بعضها يسكن بقصر المرادية فيما البعض الآخر يدور في فلك والبعض الآخر يتاجر بمآسي المحتجزين؛ كلما اشتد الخناق الداخلي وبدأ الشعب يتململ مطالبا بالحرية واقتسام الخيرات والثروات، فجر الزبانية أزمتهم في وجه الشعب والبلد الذي ساند الأمير عبد القادر،وساند الجزائر حتى نالت استقلالها…
لكن هيهات هيهات؛ فقد أسمعت لو ناديت حيا…لكن لاحياة لمن تنادي، فالمتتبع لمسار اليد الممدودة من المغرب، للجار الكارثة الذي ابتلينا به، يظهر له بالمغرب، أن الأخير كان دائما سباقا إلى رأب الصدع، وتصفية سماء العلاقات بناء على مقولة عفا الله عما سلف، لكن العسكر لا يفهم لغة الخير والتنمية المستدامة والحرية لأبناء االشهداء، بقدر ما أن فهمه وفهم تجار النفط بالوكالة عن النياشين، استبقوا باب التحرش تلو التحرش فقضوا قميص المغرب الذي برأه الله من فوق سبع سماوات، وأعطاه ما لم يعط بلدا بثروات نفطية وغازية؛ لم يكون لها من مصير إلا بجيوب بوتفليقة ومن يدور في فلكه.
فعلى الباغي تدور الدوائر، مغرب في نماء وتقدم، ووزير خارجية الجزائر يعوي كالصريع، يخر كلما طالع تصنيفا جديدا للمملكة يضعها في المقدمة؛ للإلهاء أو لغيره أو لحقد دفين، أو لفشل ذريع في سياسة الجارة الشرقية وشعبها وثرواتها الغنية؛ وكأني بقدر بلد المليون شهيد أن يسوسه طغمة تفرق مال الجزائريين متى شاءت ولمن شاءت ولو على العصابات.
البيضاوي