مساحة اعلانية
اخــر الاخبــار

كتاب جديد يوثق لطرب الآلة ولنوبة رمل الماية

صدر حديثا، كتاب توثيقي يتضمن تقديما لفعاليات الدورة الحادية عشر لملتقى العبادي لهواة طرب الآلة، الذي نظم بمدينة طنجة يومي 22 و23 دجنبر 2017، والذي تم خلاله أداء نوبة رمل الماية في مدح خير البرايا من طرف مجموعة “روافد” تحت إشراف الفنان عمر المتيوي، والتي شكلت تيمة الدورة.

وقال الأستاذ شكيب العبادي، في تقديمه لهذا الكتاب، “إن دورة هذه السنة، التي نظمت بتزامن مع نفحات ذكرى المولد النبوي الشريف، وقع الاختيار فيها على نوبة رمل الماية لما للمغاربة من علاقة خاصة بهذه النوبة، التي تسكن قلوبنا ووجداننا، وتعلقنا وعشقنا بها ليس له حد، فصنعاتها تستظهر عن ظهر قلب وتردد على ألسن الصغير والكبير، وحضورها قوي في جميع المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية وعلى مستويات متعددة”.

وأضاف الأستاذ العبادي أنه تم، في هذه الدورة، الاعتماد على مقاربة جديدة، إذ يتم لأول مرة تقديم نوبة رمل الماية، التي تعتبر من أصعب النوبات الـ11، بشكلها الشمولي الموسع لجل صنعاتها، حيث تم جمع جل مستعملات هذه النوبة المتواترة، وكذا إضافة صنعات نفيسة ونادرة من البقايا التي حافظت عليها حواضر مغربية عريقة، وكذلك بقايا الرواية الشفهية لكبار الشيوخ، مسجلا أن عدد هذه الصنعات التي لم تتضمنها “أنطولوجية الآلة” لوزارة الثقافة يفوق 20 صنعة، مما يجعل منها قيمة مضافة لهذا التراث المغربي التليد وثراء وغنى فنيا لهذا الموروث.

وأشار منظم الملتقى إلى أن هذا العمل التوثيقي الضخم لنوبة رمل الماية، الذي تطلب جهدا كبيرا من حيث البحث والتنقيب والتحقيق والمقارنة، تضمن كذلك، توثيقا لجميع الإنشادات والمواويل المغربية الأصيلة المستعملة في نوبة رمل الماية، ونبذا عن الفنانين الذين شاركوا في إنجاز وأداء النوبة خلال فعاليات هذا الملتقى. كما تضمن هذا الكتاب تحليلا تقنيا لنوبة رمل الماية، متنا ولحنا، أنجزه الفنان عمر المتيوي، رئيس جمعية روافد، بين فيه الطبوع التي تحتوي عليها هذه النوبة (رمل الماية، الحسين، حمدان وانقلاب الرمل)، وجردا كاملا لصنعات النوبة في ميازينها الخمسة (البسيط، القائم ونصف، الابطايحي، القدام والدرج).

وأشار الأستاذ المتيوي، في تحليله، إلى أن عملية جمع المادة الموسيقية لهذه النوبة، تم الاعتماد فيها على ما وثقه مولاي أحمد الوكيلي في النصف الثاني من القرن العشرين، يليه ما سجله محمد العربي التمسماني، ثم التسجيلات التي تركها الحاج عبد الكريم الرايس بالإذاعة الوطنية أو في سهرات خاصة، وأيضا التساجيل التي قام بها تلامذة هؤلاء الأقطاب.  يذكر أنه تم خلال الدورة الحادية عشر لملتقى العبادي، التي حضرها هواة وعشاق الموسيقى الأندلسية من مختلف مدن المملكة، تقديم نوبة رمل الماية، التي تعتبر أكبر نوبة ضمن موسيقى الآلة، والأكثر شعبية بين المولعين بالموسيقى الأندلسية، من طرف مجموعة روافد، التابعة لجمعية روافد موسيقية برئاسة الفنان عمر المتيوي.

وسافر عشاق هذا النمط الموسيقي العريق، الذي ينهل من غنى وتنوع الموسيقى العربية الأندلسية، في عالم من الجمال والروحانية بفضل أشعار نوبة رمل الماية، التي تتشكل من مقاطع مكتوبة في مديح خير الأنام، محمد صلى الله عليه وسلم. ويعد هذا اللقاء الفني، الذي توخى الحفاظ على الثقافة والهوية المغربيتين، خاصة التراث العربي الأندلسي، وتقريب الأجيال الناشئة من هذا الإرث الثقافي العريق، وتعزيز إشعاع الموسيقى الأندلسية، مناسبة يجتمع خلالها العديد من الفنانين وهواة موسيقى الآلة من عدة مدن مغربية.

و م ع

شارك المقال شارك غرد إرسال